الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(20) الأصل الرابع “قوله قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(20) الأصل الرابع “قوله قرار المرأة في بيتها عزيمة شرعية”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس العشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمن الرّحيم، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابهِ "حراسة الفضيلة":
الأصل الرابع: قرارُ المرأةِ في بيتها عزيمةٌ شرعية وخروجها منهُ رخصة تُقدَّر بقدرها، الأصلُ لزومُ النساءِ البيوت لقول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] فهو عزيمةٌ شرعية في حقهن، وخُروجهنَّ مِنَ البيوتِ رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة؛ ولهذا جاء بعدها، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] أي لا تُكثرن الخروجَ مُتجمّلات أو مُتطيّبات كعادةِ أهلِ الجاهلية.
والأمرُ بالقرارِ في البيوت حِجابٌ لهنَّ بالجُدُر والخدور عن البروزِ أمامَ الأجانبِ وعن الاختلاط، فإذا برزنَ أمام الأجانب وجبَ عليهنَّ الحجاب باشتمال اللباس الساتر لجميع البدن والزينة المكتسبة، ومن نظرَ في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوتَ مضافةٌ إلى النساء في ثلاث آياتٍ من كتاب الله تعالى ومع أن البيوت لأزواجهن أو لأوليائهن، وإنّما حصلت هذه الإضافة -والله أعلم- مراعاةً لاستمرار لزوم النساء للبيوت فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاقٍ به، لا إضافة تمليك، قال الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33] وقال سبحانه: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ [الأحزاب:34] وقال عزَّ شأنه: لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ [الطلاق:1]
وبحفظِ هذا الأصل تتحققُ المقاصدُ الشرعية الآتية:
أولاً: مراعاةُ ما قضت بهِ الفطرةُ وحالَ الوجودِ الإنساني وشِرعةُ ربِّ العالمين مِنَ القسمة العادلةِ بينَ عبادهِ مِنْ أنَّ عملَ المرأةِ داخل البيتِ وعملُ الرجلِ خارجه.
ثانياً: مراعاةُ ما قضت بهِ الشريعةُ مِنْ أنَّ المجتمع الإسلامي مجتمعٌ فردي أي غيرُ مختلط، فللمرأة مجتمعها الخاصُّ بِها وهو داخلُ البيتِ، وللرجل مجتمعه الخاص به وهو خارج البيت..
– الشيخ:
يُسميّها المستغربون المغالطون المموهون يقولون هذا سجن! كيف تبقى المرأة بين أربعة؟ انتبه بين أربعة جدران؟ سجن! هكذا تُزَّيف الحقائق يُسمّون البيوت التي هو قرارٌ للمرأة وسكنها ومحل عملِها ومكان أسرتها يُسمّونه سِجنا، تلبيس يُلبّسون، سِجن يعني دعوة للخروج، يُخرجون واحدة ويسجنون واحدة "الشغّالة الخدامة" يُخرجون واحدة هم يريدون يخرجون البنات والفتيات والزوجات يريدون إخراجهن، تخرج ويأتون بواحدة بديل امرأة أخرى وهذه منهجٌ للمبطلين.
يزيّفون الحقائق يُسمّون الحق بالأسماء التي تُنفّر، ويُسمّون الباطل بأسماء، المرأة المحتشمة يُسمّونَها يعني "رجعية" يُسمّونها "قديمة" يُسمّونها "تقليدية" عندهم عبارات، والأخرى المُنطلقة المتبرّجة التي قد خلعت خُلقَ الحياءِ هذه مُتنوّرة ومُتحررة ومتقدّمة وفاهِمة وهكذا، وهكذا، وهكذا تزييفٌ للحقائق هذا منهج للمبطلين منهجٌ لأعداءِ الرسل ولأصحابِ الانحراف والمذاهب الفاسدة، يُزيّفون الحقائق تشويهاً للحق، وتزويقاً وإغراءً بالباطل، وقد أوجدوا لهنَّ مجالات لإخراجها.
 
– القارئ: ثالثاً: قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية "البيت" يكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب في البيت؛ زوجة وأمّاً وراعيةً لبيت زوجها ووفاءً بحقوقه مَن سكن إليها، وتهيئةِ مطعمٍ ومشربٍ وملبسٍ ومُربّية جيلٍ، فقد ثبت من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (…المرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن ْرعيّتها) متفقٌ على صِحتهِ.
رابعاً: قرارُ المرأةِ في بيتها فيهِ وفاءٌ بما أوجب عليها مِنَ الصلوات المفروضاتِ وغيرها، ولهذا فليسَ على المرأةِ واجبٌ خارجَ بيتها فأسقطَ عنها التكليف بحضورِ الجمعة والجماعة في الصلوات وصارَ فرضُ الحَجِّ عليها مشروطً بوجودِ مَحرمٍ لها، وقد ثبت من حديث أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائهِ في حجته:
(هذه ثمَّ ظُهورُ الحُصُر) رواه أحمد وأبو داود، قال: ابن كثيرٍ -رحمه الله تعالى- في التّفسير: "يعني ثم الْزَمن ظهور الحصر ولا تخرجن من البيوت". انتهى.
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- معلّقاً على هذا الحديث في "عُمدة التّفسير": فإذا كان هذا في النهيُ عن الحَج بعد حَجِّ الفريضة، على أنَّ الحج من أعلى القُربات عند الله، فما بالُكَ بما يصنع النساء المنتسبات إلى الإسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات إلى بلاد الكفر، وحدهنَّ دونَ مَحرم أو مع زوجٍ أو مَحرم كأنّه لا وجودَ له، فأين الرجال أين الرجال!؟ انتهى.
– الشيخ:
الله المستعان
– القارئ: وأسقطَ عنها فريضة الجهاد لهذا..
– الشيخ:
الآن يأتينَ للعمل يأتينَ مِنْ كلِّ الأقطار للعمل؛ لأنهنَّ يعني النفقة الأصل أنها يتحمّلُها الزوج يتحمّلها الأب يتحمّلها القريب الأخ، الأخ عليه نفقةُ أخواته إذا لم يكنْ لهنَّ مال، عليهِ أنْ ينفق على أخواته، لكن لما جاء هذا المنهج الغربي من الكافر يعني ومن تقاليدهم خلص، البنت كالرجل إذا بلغت يقال لها "اخرجي اطلبي المعاش، اطلبي العيش" تنتهي مُهِمّة الوالد في النفقة، فهذا انسحب عدنا في البلاد العربية والإسلامية فها هُنَّ يأتينَ من البلاد العربية ليعملنَ هنا في السعودية وفي غيرها يعملنَ يأتينَ إلى العمل في مجالات مختلفة، يأتينَ للعمل مِنْ مَصر ومِنْ لبنان ومِنْ البلاد العربية الشامية والمصرية، الله المستعان.
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله