بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس الحادي والعشرون
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبهِ أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
وأسقطَ عنها فريضة الجهاد ولهذا فإنَّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- لم يعقد رايةً لامرأة قط في الجهاد، وكذلك الخلفاء بعده، ولا انتدبت امرأةٌ لقتالٍ ولا لمهمّةٍ حربية، بل إنَّ الاستنصار بالنساء والتكثّر بِهنَّ في الحروب دالٌّ على ضعفِ الأمّة واختلالِ تصوراتها.
– الشيخ: … لا إله إلا الله، في الحروب التي كانت في حياة النّبي والخلفاء ما كانت النساء تغزو معهم إلا قليلاً، لكن إذا كان العدو هو الذي غزا دار الإسلام وغزا البلد يمكن تخرج النساء تقوم ببعض الأدوار، كما حصل في غزوة أُحدٍ والأحزاب يداوينَ الجرحى مع الاحتشام والالتزام، أمّا إذا كانت الحروب والغزو في بلاد قصدها المسلمون فلا تكاد تغزو النساء معهم إلا قليلاً، فما غزت "أم حرام" مع زوجها حتى إذا من يذهب منهن يذهبن مع أزواجهن وأوليائهن أبداً لا يذهبنَ مُنفردات عن محارمهن، (لا تسافر المرأة إلّا مع ذي محرم) في حج أو غزو أو غيرها.
– القارئ: وعن أم سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: يا رسول الله! يغزو الرجال ولا نغزو ولنا نِصفُ الميراث؟ فأنزل الله: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:32] رواه أحمد والحاكم وغيرهما بسند صحيح.
قال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- تعليقاً على هذا الحديث في عمدة التفسير: وهذا الحديث يَرُدُّ على الكذّابين المفترين في عصرنا، الذين يحرصون على أنْ تشيعَ الفاحشةُ بينَ المؤمنين، فيخرجون المرأةَ عنْ خِدْرِها وعن صَوْنِها وسِترها الذي أمرَ الله بهِ، فيدخلونها في نظام الجند عارية الأذرع، والأفخاذ، بارزة المقدمة والمؤخرة، متهتّكة فاجرة، يرمون بذلك في الحقيقة إلى الترفيه الملعون عن الجنود الشُبّان المحرومين مِنَ النساء في الجُنديّة تشبّهاً بفجور اليهود والإفرنج، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة. انتهى.
– الشيخ: الله أكبر، اسمع هذه الكلمات الصّادرة عن الغضب على هذا الواقع الأليم السيء، الله أكبر، المجنّدات، مجندات نساء توظفن في الجُندية تكون مع جنود، ولا تسأل بعدَ ذلك عَمّا يكون! ليُرفِّهوا بِهنَّ عن الشبان المحرومين من الزواج، يستمتعون بِهن، عليهم لعائن الله.
– القارئ: خامساً: تحقيقُ ما أحاطها به الشرعُ المُطهّر..
– الشيخ: إلى هنا بس.