بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس الثّاني والعشرون
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمنا الله وإياه في كتابه "حراسة الفضيلة":
خامسًا: تحقيقُ ما أحاطها بهِ الشرعُ المطهّر مِنَ العمل على حِفظِ كرامة المرأة، وعِفَّتها وصيانتها، وتقديرِ أدائها لعملِها في وظائفها المنزلية، وبهِ يُعلم أنَّ عملَ المرأة خارجَ البيتِ مشاركةٌ للرجلِ في اختصاصهِ يقضي على هذه المقاصد أو يُخِلُّ بها، وفيهِ مُنازعةٌ للرجلِ في وظيفتهِ، وتعطيل..
– الشيخ: هذا مع الاختلاط، أمّا إذا كان عملها مُتميّزاً ومفصول، كعملها في مدارس خاصّة بالنساء كما جرى عليه العمل في هذه البلد وإن كان بدأ المُخرّبون يعملونَ على التغيير، يعملون على التغيير وترويج وإشاعة الاختلاط في التعليم، إمّا مِن مباديه في الصفوف الأوليّة كما يقولون، أو في الجامعات، وشياطينُ الإنسِ والجن عندهم سياسات لإشاعة باطلهم والوصول إلى غاياتهم، أمّا إذا كان كما كان الأمر عليه الأصل الخاص وإن كان يترتّبُ على ذلك كَثرة الخروج الذي هو ليسَ مِن منهج المسلمات في تأريخ الإسلام العظيم، كثرة التردد حتى المساجد دلّت السُنّة على ترغيب المرأة في صلاتها في بيتها وإنْ كان قد أذِنَ لها الشرعُ بحضورِ المساجدِ مع الاحتشام والاستقامة والبعد عن الاختلاط عن الرجال وتعاطي أسباب الفتنة.
– القارئ: وفيهِ مُنازعةٌ للرجلِ في وظيفتهِ وتعطيلٌ لقيامه على امرأته، وهَضمٌ لحقوقهِ إذْ لا بد للرجل من العيش في عالمين: عالم الطلب والاكتساب للرزق المباح، والجهاد والكفاح في طلب المعاش وبناء الحياة وهذا خارج البيت، وعالم السكينة والراحة والاطمئنان وهذا داخل البيت، وبقدر خروج المرأة من بيتها يحصلُ الخللُ في عالم الرجل الداخلي ويفقدَ من الراحة والسكون ما يخل بعمله الخارجي..
– الشيخ: الآن المرأة التي تعمل في مثل التعليم هي تخرج قبل زوجها وتترك الزوج بالبيت، يبقى في البيت والأولاد كذلك قد مشوا، وهذا بابُ شر؛ لأنّه يبقى مع الخادمة ليس معهما غيرهما، بالبيت لا بد يكون في امرأة تقوم بمهمّات المنزل، فالمرأة تركت عملها الخاص في بيتها وجاءت لهُ بامرأة أجنبية بعيدة لتعمل هذه في البيت وتعمل هذه خارج المنزل، وهذه كلّها أبوابُ شرٍّ ونشر الفواحش في البيوت وخارج البيوت.
– القارئ: ويفقدُ مِنَ الراحة والسكون ما يُخلُّ بعمله الخارجي، بل يثيرُ مِنَ المشاكل بينهما ما ينتج عنه تفكك البيوت، ولهذا جاء في المثل: (الرجل يَجْني والمرأة تّبْني) ومن وراء..
– الشيخ: الرجل؟
– القارئ: .. ومِن وراء هذا ما يحصلُ للمرأةِ مِنَ المؤثّرات عليها نتيجة الاختلاط بالآخرين.
إنَّ الإسلام دينُ الفِطرة، وإنَّ المصلحة العامّة تلتقي مع الفِطرة الإنسانية وسعادتها، إذاً فلا يُباحُ للمرأةِ مِنَ الأعمالِ إلّا ما يلتقي مع فِطرتها وطبيعتها وأنوثتها؛ لأنّها زوجةٌ تحملُ وتَلِدُ وتُرضع، ورَبَّة بيتٍ، وحاضنةُ أطفالٍ، ومُربّيةُ أجيالٍ في مدرستهم الأولى "المنزل"، وإذ ثبتَ هذا الأصلُ مِنْ أمرِ النساء بالقَرار في البيوت فإنَّ الله سبحانهُ حَفِظَ لهذه البيوت حُرمتها، وصانها عن وصولِ شكٍّ أو ريبةٍ إليها، ومنعَ أيَّ حالة تكشف عن عوراتها وذلك بمشروعية الاستئذان لدخول البيوت مِنْ أجل البصر، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ [النور:27-29]
حتى تستأنسوا أي: تستأذنوا وتسلموا فيُؤذن لكم ويُردُّ عليكم السلام، وقد تواردت السُنن الصّحيحة بإهدارِ عين مَنْ اطّلع في دارِ..
– الشيخ: إلى هنا
– القارئ: باقي قليل وينتهي الأصل الرابع..
وقد تواردت السُنَن الصحيحة بإهدارِ عين مَن اطلعَ في دارِ قومٍ بغيرِ إذنهم، وأنَّ مِنَ الأدب للمستأذن أنْ لا يقفَ أمامَ الباب، ولكن إلى يمينه أو شماله، وأنْ يطرق الباب طرقاً خفيفاً من غير مبالغة.
– الشيخ: يومَ كانت الأبوابُ فيها شقوق تكون خشب منضود، ولا يخلو مِنْ فَتحات، لكن الغالب الآن أصبحت الأبواب مُصْمَتة لا ينفذ منها البصر إلا بمحاولة، أمّا مُجرّد الوقوف أمام الباب لا ينفذ ما في شيء، ما في فتحات، المهم أن هذا أدب مِن آداب الاستئذان ألّا يقفَ الإنسانُ مواجِها للباب، وهذا أفضل حتى مع هذه الحالة أكمل.
– القارئ: وأنْ يقولَ "السّلامُ عليكم" ولهُ تِكرارُ الاستئذان ثلاثاً؛ كلُّ هذا لِحفظ عورات المسلمين وهُنَّ في البيوتِ فكيفَ بِمنْ يُنادي بإخراجهنَّ مِنَ البيوت مُتبرّجات سافرات مُختلطات مع الرجال!؟
– الشيخ: الله المستعان.
– القارئ: فالتَزِموا عبادَ الله بِما أمركم الله بهِ، وإذا بدتْ ظاهرةُ خروج النساء مِن بيوتهن مِن غيرِ ضرورةٍ أو حاجة، فهو مِن ضَعف القيام على النساء أو فقدهِ، وننصحُ الراغبَ في الزواجِ بحسنِ الاختيار وأن يتّقي الخرّاجة الولّاجة..
– الشيخ: أن يختارَ غير العاملة، فإنَّ العاملة خرَّاجة ولّاجة، كل عاملة خراجة ولاجة، كل عاملة، لكن يختار غير عاملة تكون مُهمتها القيام بواجبها نحو زوجها وأولادها ومنزلها، أمّا مَن يتزوج العاملة فليسَ عندهُ زوجة على وجه التّمام، بل عنده نسبة كبيرة مِنَ الوقت لغيرهِ ولغير بيتهِ.
– القارئ: وأن يتقي الخرَّاجة الولاّجة التي تنتهزُ فُرصة غيابهِ في أشغاله للتجوّل في الطُرقاتِ، ويُعرفُ ذلكَ بطبيعة نِسائها ونشأة أهلِ بيتها. انتهى