الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(23) الأصل الخامس “قوله الاختلاط محرم شرعا”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(23) الأصل الخامس “قوله الاختلاط محرم شرعا”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الثّالث والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "حراسة الفضيلة":
الأصل الخامس: الاختلاطُ مُحرّمٌ شرعاً: إنَّ العِفّة حِجابُ يُمزّقه الاختلاط، ولهذا صارَ طريقُ الإسلام التفريق والمباعدة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، فالمجتمعُ الإسلامي كما تقدّم مجتمعٌ فردي لا زوجي، فللرجالِ مُجتمعاتهم وللنساءِ مجتمعاتهن، ولا تخرجُ المرأة إلى مجتمع الرجال إلّا لضرورة أو حاجة بضوابط الخروج الشّرعية؛ كلُّ هذا لحفظ الأعراض والأنساب وحراسةُ الفضائلِ، والبعدُ عن الرِّيب والرذائل واشغال المرأة عن وظائفها الأساسية في بيتها، ولذا حُرِّم الاختلاطُ سواءً في التّعليم، أم العمل، والمؤتمرات، والندوات والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتّب عليه مِنْ هَتك الأعراض، ومرض القلوب وخطرات النفوس، وخُنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلّص العِفّة والحِشمة، وانعدامِ الغيرة، ولهذا فإن..
– الشيخ:
إيش وإذا؟
– القارئ: ولذا
– الشيخ:
ولذا؟
– القارئ: أي نعم
– طالب:
ولهذا
– الشيخ: لا هو قال "ولذا"
– القارئ:
أنا عندي "ولذا"
– الشيخ: الأحسن تصير: "ولهذا" تصير واضحة
– القارئ: أي نعم أحسن الله إليك
– الشيخ:
إذا قلت "ولذا" تصير "وإذا" ولهذا جميل تُبرزها شوي، ولهذا..
 
– القارئ: ولهذا حُرِّم الاختلاطُ سواءٌ في التعليم، أو العمل، والمؤتمرات والندوات والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتّب عليهِ مِنْ هَتك الأعراض، ومرض القلوب، وخَطَراتِ النفوس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلّص العِفّة والحشمة، وانعدام الغيرة، ولهذا في أهل الإسلام لا عهدَ باختلاط نسائهم بالرجال الأجانب عنهن، وإنّما حصلت أول شرارة قدحت للاختلاط على أرض الإسلام من خلال: المدارس الاستعمارية الأجنبية والعالمية، التي فُتحت أولَ ما فُتحت في بلاد الإسلام في "لبنان" كما بيّنته في كتاب "المدارس الاستعمارية -الأجنبية العالمية-"..
– الشيخ:
غزت المدارس الأجنبية غزت هذه البلاد، غزت هذه البلاد هذه القلعة، البلد هذه قلعة، وهم يعلموا إذا وصلوا إليها وتمكّنوا منها وبلغوا مرادهم، الباقي أيسر، وهم لا يفترون لا يريدون أن يبقوا بقية؛ يتابعون ويلاحقون المرأة في كل في الأرياف، وفي الأطراف، وفي كل في كل سِقْع، سلخ، الله أكبر سبحان الله، يشيرُ الشيخ أنّه تنعدم الغَيرة مع الاختلاط؛ نعم كيف تطيب نفس الرجل أن امرأته يستمتع بالنظر إليها زملاؤها والناس في الأسواق!!؟ ليست المرأة المُختلِطة بالرجال هذه مُسترجِلة وليستْ في الحقيقة لزوجها فقط، وليستمتع بها زملاؤها، بل لعلّهم يستمتعوا بها أكثر من وجه؛ مِن حيث النظر إليها، ومِن حيث الكلام معها، ومضاحكتها والبقاء معها ساعات، فالاختلاط في العمل من أعظم المنكرات، ومع ذلك يُغالطُ فيه المغالطون سبحان الله!
تصدّق أن يقول قائل: إنَّ الاختلاط هذا ما له أصل في الشرع ولا في كلام العلماء! إنها المغالطة الكبرى، إنها المغالطة الكبرى! الاختلاط الذي يعنيه الناس ويعنيه العلماء الاختلاط بين الرجال والنساء في الأعمال، وفي التعليم، يقول المغالط: إنَّ هذا لا أصل له وهذا مصطلحٌ مُحدثٌ، سبحان الله! ما هذه الجرأة، هل يتكلم من يقول هذا عقل!؟ نعم الاختلاط بوابة الفجور، والفحش، وتحطيم الحياة، والعِفّة، والكرامة، وله يعمل عاملون يعملون يشتغلون.
كان الاختلاطُ في قطاع الصحة في هذه البلد من عهود وعقود كثيرة، ولكن الآن يُراد للاختلاط أن يكون شائعاً في جميع قِطاعات الدولة في كل مكان، فيجبُ على كل مَن له قدرة أن ينكره بما يَقْدر عليه، ويبدأ الإنسان بنفسه بأهلهِ يحافظهم ويحفظهم ولا يمكِّن الرجل امرأتهُ أو بنتهُ أو أختهُ أو مَن له ولاية عليها أن تعمل مختلطة تعمل في الخطوط في طائرة، تعمل في الإعلام، تعمل في قطاع الصحة مع الرجال، تعمل تتعلم في مدارس مختلطة، لا يجوز لا يجوز أنْ يدرس الرجل في مدرسة مختلطة أو أن تدرس المرأة في مدرسة مختلطة، الحمد لله، لا خيرَ في علمٍ يؤدّي إلى فساد الدين، وفساد الكرامة، لا خير في هذا العلم.
 
– القارئ: كما بيَّنته في كتاب "المدارس الاستعمارية -الأجنبية العالمية- تاريخها مخاطرها على الأمة الإسلامية".
– الشيخ: رحمَ الله الشيخ بكر رحمه الله، لقد كان بصيراً مدركاً للواقع.
– القارئ: وقدْ عُلِم تاريخيّاً أنَّ ذلك مِن أقوى الوسائل لإدلال الرعايا وإخضاعِها، بتضييع مقومات كرامتها، وتجريدها من الفضائل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، كما عُلِمَ تاريخياً أن التبذُّل والاختلاط مِن أعظمِ أسباب انهيار الحضارات، وزوال الدول، كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان، وهكذا عواقبُ الأهواءِ والمذاهب المُضلة، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في الفتاوى: "إنَّ دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المُعطّل وغيرهِ مِنَ الأسباب" انتهى.
ولهذا حُرِّمت الأسباب المُفضية إلى الاختلاط، وهتك سُنّة المباعدة بين الرجال والنساء، ومنها: تحريمُ الدخول على النساء..
– الشيخ:
إلى هنا جزاك الله خيراً، لنقف على هذا.   
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله