الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(25) الأصل الخامس “قوله ولهذا حرمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط”

(25) الأصل الخامس “قوله ولهذا حرمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس الخامس والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
ولهذا حُرّمت الأسباب المفضية إلى الاختلاط، هتك سُنّة المباعدة بين الرجال والنساء، ومنها:
– تحريمُ الدخول على الأجنبية والخلوة بها، للأحاديث المستفيضة كثرةً وصِحّةً، ومنها: تحريمُ خلوة السائقِ، والخادم، والطبيب وغيرهم بالمرأة، وقد تنتقلُ مِنْ خلوة إلى أخرى، فيخلو بها الخادم في البيت، والسائقُ في السيارة، والطبيبُ في العيادة، وهكذا.
– تحريمُ سفرِ المرأة بلا مَحرم، والأحاديث فيه..

– الشيخ: الله المستعان لا إله إلا الله، وأخطرُ ذلك خلوة الخادم في البيت، والسائق في البيت، وكذلك في السيارة، يقول بعض الناس: إنّها ليستْ خَلوة والصّحيح والصّواب أنّها خلوة؛ لأنهُ إذا سعى الشيطان بينها وبينه وذلك مُتيسّر، فإنهما يقدران أنْ يتحدّثا بِما شَاءَا مِنْ غيرِ حسيبٍ ولا رقيب، ولا يُحاذِران شيئاً مادامَ أن ركوب المرأة مع السائق بالسيارة يعني ليسَ ممنوعاً، قد تركب مع السائق الذي هو قد يكون موظف عندهم، وقد تركب مع سائق أجرة سيارة أجرة.
 
– القارئ:
* تحريمُ سفر المرأة بلا مَحرم، والأحاديثُ فيهِ متواترةٌ معلومة.
* تحريمُ النظر العمد مِنْ أيٍّ منهما إلى الآخر، بنص القرآن والسنة.
* تحريم دخول الرجال على النساء، حتى الأحماء -وهم أقارب الزوج- فكيف بالجلسات العائلية المختلطة، مع ما هنَّ..
– الشيخ:
حتى الأحماء: وهم أقارب الزوج
– القارئ: وهم أقارب الزوج فكيفَ بالجلسات العائلية المختلطة، معَ ما هنَّ عليهِ مِنَ الزينة، وإبرازِ المفاتن، والخضوعِ بالقول، والضحك.
* تحريمُ مسّ الرجل بدن الأجنبية، حتى المُصافحة للسلام.
* تحريمُ تَشبُّه أحدهما بالآخر.
وشرع لها صلاتها في بيتها، فهي مِن شعائرِ البيوت الإسلامية، وصلاةُ المرأةِ في بيتها خيرٌ لها مِن صلاتها في مسجدِ قومِها، وصلاتُها في مسجدِ قومِها خيرٌ مِن صلاتِها في مسجدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ثَبتَ الحديث بذلك..
– الشيخ:
لأن صلاتها في المسجد القريب لا تحتاجُ فيهِ إلى قطع مسافة كثيرة، لكن صلاتَها في المسجد البعيد والجامع تحتاج إلى أنْ تَقْطع مسافة، الله المستعان.
 
– القارئ: ولهذا سقطَ عنها وجوبُ الجمعة، وأُذِنَ لها بالخروج للمسجد وفق الأحكام التالية:
1 – أن تؤمنَ الفتنةُ بها وعليها.
2 – ألا يترتّب على حضورِها محذور شرعي.
3 – ألا تُزاحم الرجال في الطريق ولا في الجامع.
4 – أن تَخرج تَفِلةً غيرَ مُتطيّبة.
5 – أن تخرجَ مُتحجّبة غيرَ مُتبرّجةٍ بزينة.
6 – إفرادُ بابٍ خاص للنساءِ في المساجدِ، يكونُ دخولها وخروجها معه، كما ثبت الحديث بذلك في سُنَن أبي داودَ وغيره.
7 – تكونُ صفوف النساء خلف الرجال.
8 – خيرُ صفوف النساء آخرها بخلاف الرجال.
9 – إذا نابَ الإمامَ شيء في صلاته سَبَّح رجل، وصفّقت امرأة.
10- تخرج النساء مِنَ المسجدِ قبلَ الرجال، وعلى الرجال الانتظار حتى انصرافهنَّ إلى دُورهن، كما في حديث أم سلمة -رضي الله عنها- في صحيح البخاري وغيره.
إلى غيرِ ذلكَ مِنَ الأحكامِ التي تُبَاعدُ بينَ أنفاسِ النساء والرجال، والله أعلم.
– الشيخ:
إلى هنا
– القارئ: باقي قليل وينتهي الأصل الخامس أحسن الله إليك
ولا بدَّ مِنَ التنبيه هنا إلى أنَّ دُعاة الإباحية لهم بداياتٌ تبدو خفيفة، وهي تَحمِلُ مكايدَ عظيمة، منها في وضعِ لَبِنة الاختلاط، يبدؤون بها مِن رياضِ الأطفال، وفي برامجِ الإعلام، وركن التعارف الصحفي بين الأطفال، وتقديمِ طاقات -وليس باقات- الزهورِ مِنَ الجنسينِ في الاحتفالات.
وهكذا.. مِن دواعي كسر حاجز النفرة من الاختلاط، بمثلِ هذه البدايات، التي يَسْتَسْهِلُها كثيرٌ من الناس. فليتقِ الله أهلُ الإسلام في مواليهم، وليحسبوا خطوات السّير في حياتهم، وليحفظوا ما استرعاهم الله عليه من رعاياهم، والحذرِ الحذر..
 – الشيخ:
الحذرَ الحذرَ
– القارئ: أحسن الله إليك، والحذرَ الحذرَ مِنَ التفريط والاستجابة لفتنة الاستدراج إلى مدارجِ الضلالة، وكلُّ امرئٍ حسيبُ نَفْسِه.
– الشيخ: الله المستعان، جزاهم الله خيراً ورحمهم الله. لقد أحسنَ في هذا المؤلَّف، وأجاد ووضع الدواء، ولكن الدواء لا ينتفعُ بهِ إلا مَن استعمله، أما مَن أعرض عنه فإنّه يبقى في بلائهِ ومرضهِ وعِلّته، أعوذ بالله، لا إله إلا الله، صحيح التدرّج هذا هو سياسة شيطانية سياسة! كل الوصول إلى المطالب يعني مِن طُرقها التدرّج فيها شيئاً فشيئاً، شيئاً فشيئاً، … البعيد والرفيع والصعب يوضعُ له درج، يوضع لهُ سلم، تَرقّى إليهِ شيئاً فشيئاً حتى يبلغ الإنسان منتهاه، وهكذا في أمر المرأة، هم يعملون بِسُنّة التدرّج، بحجة هؤلاء أطفال صغار، حتى الناس الآن نفس العوائل والأُسر إذا يمكن نقول "المحافِظة" يتهاونون في أمر البنات الصغيرة ويقولون "صغيرة"، وما بال الذكور يلبسون الملابس الوافية ربّما المُسبِلة، ثياب، إلّا أنَّ هذا من وسواس الشيطان وتَحسينه للشرّ.    
 
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله