الرئيسية/شروحات الكتب/كتاب حراسة الفضيلة/(26) الأصل السادس “قوله التبرج والسفور محرمان شرعا”
file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(26) الأصل السادس “قوله التبرج والسفور محرمان شرعا”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله 
الدّرس السّادس والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، والحمدُ لله والصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمنا الله وإياه- في كتابه "حراسة الفضيلة":
الأصل السادس: التبرّج والسّفور مُحرمان شرعاً
التبرّج أعمُّ مِنَ السّفور، فالسّفورُ خاصٌّ بكشفِ الغطاءِ عَنِ الوجهِ، والتبرّج: كشفُ المرأة وإظهارها شيئاً مِنْ بدنها أو زينتها المُكتسبة أمام الرجال الأجانبِ عنها، وتفصيل ذلك هو:
أنَّ التبرّج بمعنى الظهور، ويُرادُ هنا: إظهارُ المرأة شيئاً مِن بدنها أو زينتها ومنها سُمّيت الكواكب "بروج السماء" أي زينتها لظهورها.
وقيل: إنَّ التبرّج مأخوذٌ مِن ظهورِ المرأة مِن بُرْجِها، أي: قصرها، والبروج: القصور، كما في قول الله تعالى: وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78] وبرجُ المرأة بيتُها، والله تعالى يقول في حق النساء: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب: 33] وإنّما سُمّي القصرُ "برجاً" لسعتهِ مأخوذٌ مِنَ البرج: وهو السعة ومنهُ ما يجري..
– الشيخ:
من البرج وهو السعة، نعم يُحتمل البَرَج وهو السعة

– القارئ: مأخوذٌ من البَرَج، وهو السَّعة، ومنهُ ما يجري على ألسنة بعضِ الدّاعين: اللهم ابرج لي وله، أي: وسِّع لي وله..
– الشيخ:
هذه ما سمعنا، أظن ما مشهور يعني بعض الداعين
– القارئ: وأمّا السّفورُ: فهو مأخوذٌ مِنَ السَّفْر، وهو كشفُ الغطاءِ، ويختصُّ بالأعيان، فيقال: امرأة سافر، وامرأة سافرة، إذا كشفت الغطاء والخمار عن وجهها، ولهذا قال سبحانه: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ [عبس:38] أي: مشرقة، فخصَّ سبحانهُ الإسفارَ بالوجوهِ دونَ بقية البدن.
وبما تقدّم يُعلم أنَّ السُّفُور يعني: كشف الوجه، أمّا التبرّج فيكونُ بإبداءِ الوجهِ أو غيرهِ مِنَ البدنِ أو مِنَ الزينة المُكتسبة، فالسّفور أخصُّ مِنَ التبرج، وأنَّ المرأة إذا كَشفت عَن وجهها فهي سافرةٌ متبرجة، وإذا كشفت عمّا سوى الوجه مِن بدنها أو الزينة المُكتسبة فهي مُتبرجةٌ حاسرة. هذه حقيقة التبرّجِ، والسّفور.
وقد دلَّ الكتابُ والسُنّة والإجماعُ على تحريمِ تبرّجِ المرأة، وهو إظهارها شيئاً مِن بدنها أو زينتها المُكتسبة التي حرَّم الله عليها إبداءُها أمامَ الرجالِ الأجانبِ عنها، كما دلَّ الكتابُ والسُنّة والإجماعُ العملي على تحريمِ سُفورِ المرأة، وهو كَشْفُها الغِطاءَ عَنْ وجهها.
والتبرّج يُعبّرُ عنهُ وعَنْ غيرهِ مِن مظاهرِ الفسادِ بلفظِ: التكشّف، والتهتّك، والعُري، والتحلّل الخُلُقي، والإخلال بناموس الحياة، وداعية الإباحيّة: الزنا.
وهو محرّمٌ في الشرائعِ السابقة، وهو في القانون الوضعي محرمٌ على الورقِ وليسَ لهُ نصيبٌ مِنَ الواقع؛ لأنّه ممنوعٌ بعصا القانون.
– الشيخ:
إيش؟ لأنه ممنوع؟
– القارئ: بعصا القانون..
– الشيخ:
لا إله إلا الله، لا ندري ماذا يعني لأنه ..
– القارئ: سيأتي تفسير أحسن الله إليك
– الشيخ:
لأن في القوانين الكافرة الفاجرة الغربية ما هو محرم هذا، حتى في البلاد العربية التي يعني خضعتْ للاستعمار، عندهم إنّما الشيءُ المُحرّم الاغتصاب يُسمّونه الاغتصاب، الاغتصاب هو المُحرّم؛ لأنّه اعتداء على الحرية الشخصية، أمّا إذا كان عّن تراض ليسَ بِمُحرّم في القوانين الوضعية، عَن تراض حتى عِندهم تفصيل في موضوع زنا المرأة المزوّجة، فالزنا في القوانين يعني من أبعد الاشياء عن الاهتمام، نعم نشوف التفصيل.
– طالب: الطبعة الحادية عشرة من هذا الكتاب الشيخ بكر أضاف إضافة في هذا الأصل .. أضاف في مسألة..
– الشيخ:
ستأتي ولا راحت؟
– طالب: لا، راحت
– الشيخ:
أسطر؟
– طالب: أربعة أو خمسة أسطر تكلم عن النساء، بيّن كلام الله في مسألة الحسور ..
– الشيخ:
الحسور؟
– طالب: أي نعم
– الشيخ:
الحاسر عَن رأسه، الحُسور أكثرُ ما يُطلق على الرأس، حَسرَ عَنْ رأسهِ، حاسرَ الرأسِ، حاسر الرأس، حتى التحليل اللغوي ما لهُ كثير يعني استطراد هذا ولا يكفي المراد بالسفور كشف الوجه هذا هو المراد، وبالتبرّج إظهارُ شيءٍ مِنَ البدن أو الزينة، نعم بعده..
 
– القارئ: أمّا في الإسلام فهو محرّم بوازعِ الإيمان، ونفوذُ سُلطانهِ على قلوبِ أهلِ الإسلام طواعيةً لله تعالى ولرسولهِ -صلّى الله عليه وسلّم- وتحلّياً بالعِفّةِ والفضيلة، وبُعداً عن الرذيلة، وانكفافاً عن الإثمِ، واحْتساباً للأجرِ والثواب، وخوفاً مِن أليمِ العقاب، فَعَلى نساءِ المسلمين أنْ يتقينَ الله، فينتهينَ عمّا نهى الله عنهُ ورسولهُ -صلى الله عليه وسلم- حتى لا يُسْهمنَ في إدبابِ الفساد في المسلمين، بشيوعِ الفواحشِ، وهدمِ الأسر والبيوت، وحُلول الزنا.
– الشيخ:
نسأل الله العافية، حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل، الفَجرة خدعوا المرأة خدعوها، زيّنوا لها يعني الظهور والانطلاق والتحلّل مِنَ الحدود الشرعية، زيّنوا لها، وأغروها وأوهموها.
– القارئ: حتى لا يُسهمنَ في إدبابِ الفسادِ في المسلمين، بشيوعِ الفواحش، وهدم الأسر والبيوت، وحُلول الزنا، وحتى لا يَكنَّ سبباً في استجلاب العيون الخائنة، والقلوب المريضة إليهن، فيَأْثمن ويُؤثِّمن غيرهن.
والتبرج يكون بأمور..
– الشيخ:
قف على هذا تمام.
  
                                                                                      

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :الفقه وأصوله