بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح رسالة (حراسة الفضيلة) للشيخ بكر بن عبدالله
الدّرس السّابع والعشرون
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ، الحمدُ لله الصّلاة والسّلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، يقول الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "حراسة الفضيلة":
والتبرج يكونُ بأمور:
يكون التبرّج بخلعِ الحجابِ، وإظهارِ المرأة شيئاً مِن بدنها أمامَ الرجالِ الأجانبِ عنها.
ويكون التبرّجُ بأن تُبدي المرأة شيئاً مِن زينتها المكتسبة، مثل: ملابسها التي تحت جلبهابها -أي عباءتها-.
ويكون التبرّجُ بتثني المرأة في مِشْيتها وتبختُرِها وترفّلها وتكسّرها أمامَ الرجال.
ويكون التبرّجُ بالضربِ بالأرجل، ليُعلمَ ما تُخفي مِن زينتها، وهو أشدُّ تحريكاً للشهوةِ مِنَ النظرِ إلى الزينة.
ويكونُ التبرّجُ بالخضوعِ بالقولِ والملاينة بالكلام.
ويكونُ التبرّجُ بالاختلاطِ بالرجال، وملامسةُ أبدانهنَّ أبدانَ الرجال، بالمصافحة والتّزاحمِ في المراكبِ والممرات الضيقةِ ونحوها.
والنسوةُ المتبرّجات هُنَّ: المترجّلات، والمُتشبّهات بالرجال، أو بالنساءِ الكافرات، والمترجلاتُ يُسميهن بعضُ الأوربيين باسمِ: الجنس الثالث..
– الشيخ: وكذا العكس يمكن، وليطرح لنا الجنس الرابع المُتخنثينَ مِنَ الرجال، والمتشبهين بالنساء يُسمون في هذه البلاد يسمونهم "بالجنس الثالث"، فإنْ كانَ الجنسُ الثالث يُطلق على مترجلات والمخنثين صاروا واحد، وإلّا صاروا أربعة، الله أكبر نسأل الله العافية؛ لأن هذا رجل ولكن مُتخلّق بأخلاق الأنثى فهو بينَ بين يُصبح شَبه يُمكن نُسميه "خُنثى" يعني يَشْبه الخُنثى الخَلقي، يُصبح خُنثى خُلقية، خنثى خُلقي، في خُلْقهِ خُنثى، والمرأةُ في خلقها كذلك إذا تشبّهت تُصبح خُنثى بينَ بين.
– القارئ: والأدلةُ على تحريمِ التبرّج آياتٌ مِنْ كتابِ الله، مِنها آيتان نصٌّ في النهي عَن التبرّج، وهما:
قول الله تعالى: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33] وقول الله تعالى: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [النور:60]
وآياتُ ضربِ الحجابِ وفرضهِ على أمهاتِ المؤمنين ونساءِ المؤمنين ونَهيهنَّ عَن إبداءِ الزينة، نصوصٌ قاطعة على تحريمِ التبرّجِ والسّفور.
ومِنَ السُنّة: حديثُ أبي هريرة -رضي الله عنه- قالَ: قال رسول الله -صلّى الله عليهِ وسلّم-: (صِنفانِ مِنْ أهلِ النّار لم أرهما: قومٌ مَعهم سياطٌ كأذناب البقر يضربونَ بِها الناس)
– الشيخ: هؤلاءِ أعوانُ الظلمة والشُّرَط الذين يضربونَ النّاس ويضربونَ النّاس في غيرِ حقٍ.
– القارئ: (.. ونساءٌ كاسياتٌ عاريات مائلاتٌ مُميلات، رؤوسهنَّ كأسنمةِ البُخْت، لا يَدْخُلنَ الجنّة ولا يَجِدْن ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد مِنْ مسيرة كذا وكذا) رواه مسلم في الصحيح.
وهذا نصٌّ فيهِ وعيدٌ شديد، يدلُّ على أنَّ التبرّجَ مِنَ الكبائر؛ لأنَّ الكبيرة: كلُّ ذنبٍ توعدَ الله عليهِ بنارٍ أو غضبٍ أو لعنةٍ أو عذابٍ أو حِرمانٍ مِنَ الجنة.
وقد أجمعَ المسلمونَ على تحريمِ التبرّج، كما حكاهُ العلّامة الصنعاني في حاشيتهِ "منحة الغفار على ضوء النهار".
وبالإجماعِ العملي على عدمِ تبرّج نساء المؤمنينَ في عصر النبي -صلّى الله عليهِ وسلّم- وعلى سَتْرِ أبدانهنَّ وزينتهن، حتى انحلال الدولة العثمانية في عام 1342هـ وتَوزُع العالم الإسلامي وحُلول الاستعمارِ فيه.
ولبعضهم قصيدةٌ رنّانة، يردُّ بها على دُعاة السفور، مَطْلعها: مَنعَ السُّفُورَ كتابُنا ونبيُّنا ** فاسْتَنْطِقي الآثارَ والآياتِ
وليحذر المسلم مِن بدايات التبرّج في محارمهِ..
– الشيخ: منعَ السفور..
– القارئ: مَنعَ السُّفُورَ كتابُنا ونبيُّنا ** فاسْتَنْطِقي الآثارَ والآياتِ
وليحذر المسلم من بدايات التبرج في محارمه وذلكَ بالتّساهلِ في لباسِ بناتهِ الصغيرات بأزياءٍ لو كانت على بالغات لكانت فسقاً وفجوراً، مثل: إلباسِها القصير، والضيّق، والبنطال، والشفافَ الواصف لبشرتها، إلى غيرِ ذلكَ مِنْ ألبسةِ أهلِ النار.
– الشيخ: هذا هو الجاري حتى في بيوت المحافظين، وشُبهات مثل هذه "البنت صغيرة هذه صغيرة، هذه صغيرة" سبحان الله يُلبسونها كأنها أبداً عريانة، عجيب، والذكر يُلْبِسونه في الغالب إنّهم يُلبسونه لباسا ساترا، سياسة شيطانية، تدرّج تتعود القصير حتى إذا كَبُرت قليلاً استثقلت الثياب الطويلة والفضفاضة، تتعود تتربّى في الصغر هو سِنُّ التربية والتعويد، نعم عجيب.
– القارئ: إلى غيرِ ذلكَ مِن ألبسةِ أهلِ النار، كما تقدّم في الحديث الصحيح، وفي هذا مِنَ الإلفِ للتبرّجِ والسّفور، وكَسْرِ حاجز النُّفرة، وزوالِ الحياء، ما لا يخفى، فليتق الله مَن ولاّهُ الله الأمر.
الأصل السابع..
– الشيخ: بارك الله بك، رحم الله الشيخ، الله يجزاه الخير، جزاه الله خيراً.