(29) الفصل الخامس: كشف بعض الشبهات (الذين يسيئون إلى الإسلام)

القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ. قالَ الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ: "الدِّينُ الحقُّ":

الفصلُ الخامسُ: كشفُ بعضِ الشُّبهاتِ:

أولًا: الذينَ يُسيئونَ إلى الإسلامِ:

أكثرُ مَنْ يُسِيءُ إلى الإسلامِ صنفانِ مِن الناسِ:

[المنتسبون إليه وهم يخالفونه]

الصنفُ الأولُ: أناسٌ ينتسبونَ إليهِ ويدَّعونَ أنَّهُمْ مسلمونَ، ولكنَّهُمْ يُخالفونَ الإسلامَ بأقوالِهِم وأفعالِهِم، فيَرْتكبونَ أعمالًا الإسلامُ منها براءٌ، فهمْ لا يُمثِّلونَ الإسلامَ، ولا يصحُّ أنْ تُنسَبَ أفعالُهُمْ إلى الإسلامِ، وهؤلاءِ هُمْ:
(أ) الـمُنحرِفونَ في عقائدِهِم: كالذينَ يطوفونَ على القبورِ ويطلبونَ حاجاتِهِمْ مِن أهلِها، ويعتقدونَ النفعَ والضرَّ فيهِم... الخ.
(ب) الـمُنْحِلُونَ في أخلاقِهِمْ ودينِهِمْ: فيتركونَ فرائضَ اللهِ، ويرتكبونَ مُحرَّماتِهِ كالزِّنا وشربِ الخمرِ... إلخ، ويحبونَ أعداءَ اللهِ ويتشبَّهونَ بِهِمْ.
(جـ) وممنْ يُسيءُ إلى الإسلامِ أناسٌ مسلمونَ، لكنَّ إيمانَهُمْ باللهِ ضعيفٌ، وتطبيقُهُمْ لتعاليمِ الإسلامِ ناقصٌ، فهمْ مُقصِّرونَ في بعضِ الواجباتِ، لكنَّهم لا يتركونَهَا، ويرتكبونَ بعضَ المحرَّماتِ التي لا تَصِلُ إلى درجةِ الشِّركِ الأكبرِ أو غيرِهِ مِن أنواعِ الكفرِ، وقدْ اعتادُوا عاداتٍ سيئةً محرَّمةً، الإسلامُ بريءٌ منها، ويعتبرُها مِن كبائرِ الذنوبِ مثلَ الكذبِ والغشِّ وإخلافِ الوعدِ والحسدِ، فهؤلاءِ جميعًا يسيئونَ إلى الإسلامِ؛ لأنَّ الذي يجهلُ الإسلامَ مِن غيرِ المسلمينَ يظنُّ أنَّ الإسلامَ يسمحُ لهمْ بذلكَ.

[المستشرقون والمبشرون النصارى واليهود]

أما الصنفُ الثاني: ممَّنْ يسيئونَ إلى الإسلامِ فهمْ أناسٌ مِن أعداءِ الإسلامِ، الحاقدينَ عليهِ، وهؤلاءِ منهمْ: المستشرقونَ والمبشِّرونَ النَّصارى واليهودِ، ومَنْ حَذَا حذوَهُمْ مِن الحاقدينَ على الإسلامِ، الذينَ غاظَهُمْ كمالُهُ وسماحتُهُ وسرعةُ انتشارِهِ؛ لأنهُ دِيْنِ الفِطرةِ الذي تقبَّلَهُ الفِطَر بمجرَّدِ عرضِهِ عليها، فكلُّ إنسانٍ غيرِ مسلمٍ يعيشُ في قلقٍ، وفي شعورٍ بعدمِ الرِّضَى عَنْ دينِهِ أو مذهبِهِ الذي هو يعتنقُ، لأنهُ يخالفُ فطرتَهُ التي فطرَهُ اللهُ عليها إلا المسلمُ حقًّا، فإنهُ الوحيدُ الذي يعيشُ سعيدًا راضيًا بدينِهِ؛ لأنهُ الدِّينُ الحقُّ الذي شرعَهُ اللهُ، وشريعةُ اللهِ تُوافِقُ فطرةَ اللهِ التي فطرَ الناسَ عليها، ولذا نقولُ لكلِّ نصرانيٍّ ولكلِّ يهوديٍّ ولكلِّ خارجٍ عَنِ الإسلامِ: إنَّ أطفالِكَ وُلِدُوا على فطرةِ الإسلامِ، لكنَّكَ وأُمَّهَمُ تُخرجانِهم مِن الإسلامِ بالتربيةِ الفاسدةِ على الكفرِ، وهو ما خالفَ الإسلامَ مِن الأديانِ والمذاهبِ.
وقدْ عَمَدَ أولئكَ الحاقدونَ مِن المستشرقينَ والمبشّرينَ إلى الافتراءِ على الإسلامِ، وعلى خاتمِ المرسلينَ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-:

- بتكذيبِ رسالتِهِ تارةً.

- وبرميهِ بالعيبِ تارةً، وهوَ الكاملُ المبرَّأُ مِن اللهِ رغمَ أنوفِهِمْ مِن كلِّ عيبٍ ونقصٍ.

- وبتشويهِ بعضِ أحكامِ الإسلامِ العادلةِ التي شرعَها اللهُ العليمُ الحكيمُ؛ ليُنَفِّروا الناسَ عنهُ.

ولكنَّ اللهَ -سبحانه- يُبطِلُ كيدَهُمْ؛ لأنَّهُم يحاربونَ الحقَّ، والحقُّ يعلو ولا يُعلَى عليهِ، قالَ اللهُ تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [الصف:8-9].

ثمَّ قالَ –رحمه الله-:

ثانيًا: مصادرُ الإسلامِ...

الشيخ: إلى هنا، نعم يا محمد...

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة