الرئيسية/شروحات الكتب/سلم الوصول إلى علم الأصول/(5) قوله “هذا وثاني نوعي التوحيد … إفراد رب العرش عن نديد”

(5) قوله “هذا وثاني نوعي التوحيد … إفراد رب العرش عن نديد”

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح (سلّم الوصول إلى علم الأصول في علم التّوحيد) للشّيخ الحكمي
الدرس الخامس

***    ***    ***    ***

– القارئ: الحمدُ لله، والصلاةُ على رسول الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ. قال الشيخ حافظ حَكَمي في منظومتهِ:
فصلٌ في بيانِ النوعِ الثاني من التوحيدِ، وهو توحيدُ الطلبِ والقصدِ، وأنهُ هو معنى لا إلهَ إلا الله.

– الشيخ: توحيدُ الطلبِ والقصدِ، يعني ما هوَ واضحٌ لأكثرِ المُتعلِّمين، هو توحيدُ العبادةِ، توحيدُ الطلبِ، لأنَّ العابدَ طالبٌ، وأيضاً هو قاصدٌ، فتوحيدُ العبادةِ يقومُ على الطلبِ ولهذا سمَّى العبادةَ دعاءً، لأنَّ الداعي عابدٌ.

– القارئ:
هَذَا وَثَانِي نَوْعَيِ التَّوْحِيدِ        إِفْرَادُ رَبِّ الْعَرْشِ عَنْ نَدِيدِ
أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ إِلَهًا وَاحِدَا           مُعْتَرِفًا بِحَقِّهِ لَا جَاحِدَا
وَهْوَ الَّذِي بِهِ الْإِلَهُ أَرْسَلَا        رُسْلَهُ يَدْعُونَ إِلَيْهِ أَوَّلَا
وَأَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالتِّبْيَانَا            مِنْ أَجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا
وَكَلَّفَ اللَّهُ الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى      قِتَالَ مَنْ عَنْهُ تَوَلَّى وَأَبَى
حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصًا لَهُ       سِرًّا وَجَهْرًا دِقَّهُ وَجِلَّهُ
وَهَكَذَا أُمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا              بِذَا وَفِي نَصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا
وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَةِ         فَهْيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَةِ
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا          وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنَا    يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ             دَلَّتْ يَقِينًا وَهَدَتْ إِلَيْهِ
أَنْ لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلَهٌ يُعْبَدُ           إِلَّا الْإِلَهُ الْوَاحِدُ الْمُنْفَرِدُ
بِالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ..
– الشيخ:
بِالْخَلْقِ وَالرَّزْقِ
 
– القارئ:
بِالْخَلْقِ وَالرَّزْقِ وَبِالتَّدْبِيرِ          جَلَّ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ
وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ           وَفِي نُصُوصِ الْوَحْيِ حَقًّا وَرَدَتْ
فَإِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ قَائِلُهَا                بِالنُّطْقِ إِلَّا حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا
الْعِلْمُ وَالْيَقِينُ وَالْقَبُولُ             وَالِانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أَقُولُ
وَالصِّدْقُ وَالْإِخْلَاصُ وَالْمَحَبَّهْ      وَفَّقَكَ اللَّهُ لِمَا أَحَبَّهْ
– الشيخ:
باركَ اللهُ فيكَ، على كلِّ حالٍ، كما سبقَ، ذكرَ في ما تقدَّمَ توحيدَ الرُّبوبيَّةِ، وتوحيدَ الأسماءِ والصِّفاتِ، وفي هذا الفصل ذكرَ توحيدَ العبادة، وبيَّنَ أنهُ هو المقصودُ في إرسال الرسلِ وإنزالِ الكُتبِ، لأنَّ أكثرَ الأممِ تُقِرُّ بتوحيدِ الرُّبوبيةِ، ولهذا يحتجُّ اللهُ عليهم في ما أنكروهُ بما أقرُّوا به.
بيَّنَ أنَّ توحيدَ العبادةِ هو معنى لا إلهَ إلا الله، كلمةُ التوحيدِ معناها الله هو الإلهُ الحقُّ، كلُّ معبودٍ سواهُ باطلٌ، وهذا توحيدُ العبادةِ، فيؤمنُ العبدُ بأنَّ الله هو الإلهُ الحقُّ الذي لا يستحقُّ العبادةَ سِواهُ، ثمَّ يُحقِّقُ ذلك بالعمل، وذلك بأنْ لا يعبُدَ إلا اللهَ، وبأنْ يكفُرَ ويبرَأَ من عبادةِ ما سواه.
ونبَّهَ إلى أنِّ أنهُ لا بُدَّ من العلمِ بمعناها، والصِّدقِ والإخلاصِ والانقيادِ، أما أن يقولَها بلسانهِ من غيرِ بصيرةٍ، أو أن يقولَها بلسانهِ كاذباً كما يفعلُ المنافقونَ، فإنها لا تنفعُهُ، لأنَّ المنافقون يقولون لا إله إلا الله ولا تُجدِي عليهم شيئاً، وكثيرٌ من المُشركينَ يقولونها وهمْ لا يَعقلونَ لها معنى، ولهذا يُشرِكون.
 
 

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة