بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الجواب الصَّحيح لِمَن بدّل دين المسيح) لابن تيمية
الدّرس العاشر بعد المئة
*** *** *** ***
– القارئ: أحسن الله إليك، بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبهِ أجمعين، قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ تعالى- في "الجوابُ الصحيحُ لمن بَدَّلَ دينَ المسيحِ":
وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ أَنَّهُ يَنْسَخُ مَا يُلْقِيهِ الشَّيْطَانُ، مِمَّا يُنَاقِضُ مَقْصُودَ التَّبْلِيغِ، بِقَوْلِهِ تَعَالَى..
– الشيخ: هذا الموقف كذا؟
– طالب: نعم الموقف كذا
– الشيخ: فصل عندك؟ أيش يقول؟
– طالب: رجعنا كم سطر.
– الشيخ: .. نقف على مواقف محددة، عادة نقف على مواقف محددة ما في فصل؟
– القارئ: لا ما في. أحسنَ الله إليك، هذا هو الموقف.
قال: وَإِنْ قَالُوا: خَبَرُهُ يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَانَ الْجَوَابُ
– الشيخ: يعنون: الرسولَ، يعنون النصارى وأحبارُ النصارى وعلماءُ النصارى يطعنونَ في الرسولِ يقولون: إنَّ كلامَهُ ينقضُ بعضُه بعضاً، يرمونَهُ بالتناقضِ، يطعنونَ في القرآنِ.
– القارئ: وَإِنْ قَالُوا: خَبَرُهُ يُنَاقِضُ بَعْضُهُ بَعْضًا كَانَ الْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ هَذَا أَيْضًا إِنْ كَانَ حَقًّا، فَإِنَّهُ يَقْدَحُ فِي رِسَالَتِهِ، فَإِنَّ الرَّسُولَ لَا يُنَاقِضُ بَعْضُ خَبَرِهِ بَعْضًا، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَصِحَّ لَكُمْ أَنْ تَحْتَجُّوا بِشَيْءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ. وَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ يُرَدَّ عَلَيْهِ.
فَعُلِمَ أَنَّ اسْتِدْلَالَهُمْ بِمَا فِي هَذَا الْكِتَابِ عَلَى صِحَّةِ دِينِهِمُ الَّذِي خَالَفُوا بِهِ هَذَا الْكِتَابَ – فِي غَايَةِ الْفَسَادِ، وَهُوَ جَمْعٌ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ وَاسْتِدْلَالٌ بِمَا فِي الْكِتَابِ عَلَى مَا يُوجِبُ بُطْلَانَ الِاسْتِدْلَالِ بِشَيْءٍ مِمَّا فِي الْكِتَابِ.
وَإِذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ تَسْتَلْزِمُ فَسَادَ بَعْضِ مُقَدِّمَاتِ الدَّلِيلِ بَطَلَ الِاسْتِدْلَالُ بِذَلِكَ الدَّلِيلِ، الَّذِي لَا يَصِحُّ إِلَّا بِصِحَّةِ مُقَدِّمَاتِهِ، فَإِذَا كَانَتْ مُقَدِّمَتُهُ لَا تَصِحُّ إِلَّا مَعَ فَسَادِ نَتِيجَتِهِ، وَنَتِيجَتُهُ مُسْتَلْزِمَةً لِفَسَادِ مُقَدِّمَتِهِ كَانَ الْجَمْعُ بَيْنَ صِحَّةِ الْمُقَدِّمَةِ، وَالنَّتِيجَةِ جَمْعًا بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ.
وَكَذَلِكَ مَنِ اسْتَدَلَّ بِشَيْءٍ مِنَ الْكِتَابِ عَلَى مَا يُنَاقِضُ مَا فِي الْكِتَابِ، كَاسْتِدْلَالِ النَّصَارَى بِآيَاتٍ فِيهِ عَلَى صِحَّةِ دِينِهِم، كَانَ تَنَاقُضًا، فَإِنَّهُ إِنْ صَحَّ ذَلِكَ الدَّلِيلُ، بِأَنْ مَدَحَ دِينَهُمْ مَعَ ذَمِّهِ كَانَ مُتَنَاقِضًا، وَالْكِتَابُ الْمُتَنَاقِضُ لَا يَكُونُ كِتَابَ اللَّهِ.
وَإِنْ فَسَدَ أَحَدُهُمَا، إِمَّا فَسَادُ دِينِهِم، وَإِمَّا فَسَادُ مَدْحِهِ، فَالْكِتَابُ الَّذِي فِيهِ فَسَادٌ لَا يَكُونُ كِتَابَ اللَّهِ، فَيَلْزَمُ أَنْ لَا يَكُونَ كِتَابَ اللَّهِ عَلَى التَّقْدِيرَيْنِ، فَلَا يَصِحُّ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ مِنْ جِهَةِ كَوْنِهِ خَبَرَ اللَّهِ، وَأَمَّا الِاسْتِدْلَالُ بِهِ مِنْ جِهَةِ كَوْنِ الْمُتَكَلِّمِ بِهِ رَجُلًا عَالِمًا حَكِيمًا، وَهَذَا لَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، إِذْ لَيْسَ مَعْصُومًا إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
وَالنَّصَارَى يُجَوِّزُونَ أَنْ يَكُونَ مَعْصُومًا غَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ، فَبِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ فَهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِم، وَإِنْ قَالُوا: هُوَ رَجُلٌ عَالِمٌ لَيْسَ بِرَسُولٍ مِنَ اللَّهِ قِيلَ لَهُمْ فَهَذَا قَوْلُهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ لِجَوَازِ أَنْ يُخْطِئَ، وَلَكِنْ يُعْتَضَدُ بِقَوْلِهِ، وَأَمَّا إِذَا ادَّعَى أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، وَهُوَ لَمْ يُرْسِلْهُ بِهَذَا الْكِتَابِ كُلِّهِ – فَهَذَا كَذَّابٌ لَا يُحْتَجُّ بِشَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِ، وَلَا يَكُونُ مِثْلُ هَذَا عَدْلًا فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونَ حَكِيمًا، بَلْ هُوَ مِنَ الَّذِينَ افْتَرَوْا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ[الأنعام:93]
وَالْجَوَابُ الثَّانِي: أَنَّا قَدْ بَيَّنَّا أَنَّ مَا ذَكَرُوهُ لَا يُنَاقِضُ شَيْئًا مِمَّا أَخْبَرَ بِهِ، وَأَنَّهُ لَيْسَ فِي هَذَا الْكِتَابِ تَنَاقُضٌ يَحْتَجُّونَ بِهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُم: وَأَعْظَمُ حُجَّتِنَا مَا وَجَدْنَاهُ فِيهِ مِنَ الشَّهَادَةِ لَنَا بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَنَا فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
– الشيخ: يعنون الآية إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [آل عمران:55] فيزعمُ النصارى أنَّهم هم أتباعُ المسيحِ. لا، بلْ همُ الذينَ كفروا، الآن النصارى بعدَ التبديلِ داخلونَ في الكفارِ، لا يدخلونَ في أتباعِ المسيحِ، يدخلونَ في الذين كفروا، كما سيُنبه الشيخ.
– القارئ: فيقال: بل ما ذكروه حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ لَا لَهُم، فَإِنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ الْمَسِيحَ أَنَّهُ جَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَخَبَرُ اللَّهِ حَقٌّ، وَوَعْدُ اللَّهِ صِدْقٌ، وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ، فَلَمَّا اتَّبَعَ الْمَسِيحَ مَنْ آمَنَ بِهِ جَعَلَهُمُ اللَّهُ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِهِ مِنَ الْيَهُودِ وَغَيْرِهِم.
ثُمَّ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدِّينِ الَّذِي بُعِثَ بِهِ الْمَسِيحَ، وَسَائِرَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُصَدِّقًا لِمَا جَاءَ بِهِ الْمَسِيحُ، وَكَانَ الْمَسِيحُ مُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِ اسْمُهُ "أَحْمَدُ" صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتْبَعَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ النَّصَارَى الَّذِينَ غَيَّرُوا شَرِيعَتَهُ، وَكَذَّبُوهُ
– الشيخ: هكذا عندكم؟ صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ
– طالب: …
– الشيخ: إي سهل هذا إعراب.
– طالب: صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ يا شيخ جواب لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالدِّينِ وسائر الانبياء وكان مصدِّقاً صارت أمة محمدٍ
– الشيخ: لا، لا، بس، أتبعُ للمسيح مِنْ مَنْ؟ هذا الكلام، من الذين بدَّلوا؟ الذين بدَّلوا ما عندهم اتِّباعٌ أصلًا! فكانَ المُناسِبُ: صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ هم أتباعُ المسيحِ، صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ همْ أتباعُ المسيحِ. فقوله تعالى: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ}: يَدخلُ فيهم أولًا الذين اتَّبَعُوه في عهدِه وبَعدِه على شريعتِه قبلَ بعثةِ محمدٍ، ثم يدخلُ فيهم أمةُ محمدٍ؛ لأنَّهم اتبعوا المسيحَ: آمنوا به، وصدَّقوه كما صدَّقه محمد -صلى الله عليه وسلم-
– القارئ: صَارَتْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتْبَعَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ
– الشيخ: لعلَّها: أتباعًا. لا، فيها مِن. صحيح. فيها تفضيل.
– القارئ: أَتْبَعَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ من النصارى الذينَ غَيَّروا شريعتَه وكَذَّبُوهُ فِيمَا بَشَّرَ بِهِ
– الشيخ: خلاص النصارى الذين خالفُوه وغيَّرُوا شريعتَه ليسَ عندَهم شيءٌ من اتباعِه. نعم أَتْبَعَ لِلْمَسِيحِ من اقرأ.
– القارئ: أَتْبَعَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ من النصارى الذينَ غَيَّروا شريعتَه وكَذَّبُوهُ فِيمَا بَشَّرَ بِهِ فَجَعَلَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ النَّصَارَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
– الشيخ: وهذهِ الفوقيةُ، يظهر أنها الفوقيةُ المعنويةُ، فأمَّةُ محمدٍ هي القائمةُ بالدينِ الحقِّ، هي القائمةُ بالدينِ الحقِّ، مُمثّلَةً في الفرقةِ الناجيةِ، ممثلَةً في المـُوحدين الـمُتبعِين للرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومَنْ سِواهُم مَخذولونَ، مُتَخَبِّطونَ، يتديَّنون بالخرافاتِ، فمَنِ الذي فوق؟ النَّصارى الذينَ يتمسَّحُونَ بالصليبِ؟ ويعتقدونَ العقائدَ الفاسدةَ أنَّ المسيحَ هو ابنُ الله ويعتقدونَ أنه صُلبَ؟ مَنْ؟ مَنْ؟
أمَّا الفوقيةُ الظاهرةُ الحِسّيةُ بالسُّلطانِ والـمُلكِ فهذا لا عبرةَ بِهِ. فلا نقولُ الآن أنَّ النصارى فوقَ المسلمين، وهذا ابتلاءٌ يعني كونُ النصارى الآن صارَ لهم سلطانٌ وقُدَرٌ وإمكاناتٌ وحضاراتٌ هذا ابتلاءٌ لهم، وابتلاءٌ للمسلمين، فالكفار الآن أَوْجَبَتْ لهم هذه القوةُ، أَوْجَبَتْ لهم الطغيانُ والظلمُ والتمادي في الفسادِ والإفسادِ. فحكوماتُهم وشعوبُهم أتعسُ الخلقِ، حكوماتُهم وشعوبُهم أتعسُ الخلقِ، فحكوماتُهم قائمةٌ على الظلمِ والبَغي والتَّسَلُّطِ والطُّغيانِ والكِبْرِ، وشعوبُهم حياتُهم قائمةٌ على الشَّهواتِ والفَسادِ والخَبَاثةِ وشَرَّعَ لهم سَلاطينُهم وحكوماتُهم شَرَّعوا لهم أَخْبَثَ الخبائثِ، شرَّعوا لهم اللِّواط الشُّذوذَ الذي فاقوا بِه قومَ لوطٍ.
يجب أنْ نستحضرَ هذه الحقيقة، ويجبُ أننا ننظرَ إلى هذهِ الأممِ الخبيثةِ النصرانيةِ ننظرَ إليها نظرَ احتقارٍ، احتقارٍ، ولا نَغْترَّ بما أُوتوا من هذه القُدَرِ هذا ابتلاءٌ، ما حصل على أيديهِم مِن أمورٍ انتفعَ بها المسلمون الحمدُ للهِ هذا من فضلِ اللهِ، ما لهمْ فضلٌ ولا شكرٌ، ما يُشكرون لا يُشكرون على ما صَنعوا، كلُّ الي يعملون منافعَ دنيوية ما يُشكرون، ما يُشكَر إلا مَنْ عَمِلَ للهِ، حسبنا الله ونعم الوكيل. لا إله إلا الله.
– القارئ: فَجَعَلَ اللَّهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ النَّصَارَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. كَمَا جَعَلَهُمْ أَيْضًا فَوْقَ الْيَهُودِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ النَّسْخِ وَالتَّبْدِيلِ لَيْسُوا مُتَّبِعِينَ الْمَسِيحَ، لَكِنَّهُمْ أَتْبَعُ لَهُ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَالَغُوا فِي تَكْذِيبِهِ وَسَبِّهِ، فَإِنَّهُمْ
– الشيخ: يعني: أتبعُ بِقَدْرِ ما عندَهم مِنْ حَقٍّ، بِقَدْرِ ما عندَهم مِن حَقٍّ، والنصارى واليهود كلٌّ منهم يسبُّ الثاني: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ [البقرة:113] ما عندَهم شيء وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ [البقرة:113] كلّهم يَتَجَاحَدُونَ، وكلُّ طائفة أنكرتْ ما عندَ الأخرى مِن الحقِّ.
– القارئ: فإنهم كَذَّبُوهُ أَوَّلًا، وَكَذَّبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَانِيًا، فَصَارُوا أَبْعَدَ عَنْ مُتَابَعَةِ الْمَسِيحِ مِنَ اليهودِ
– الشيخ: أيش؟ أيش؟ أيش؟ لا.
– القارئ: فَصَارُوا أَبْعَدَ عَنْ مُتَابَعَةِ الْمَسِيحِ مِنَ اليهودِ
– الشيخ: إي، صَار اليهودُ، فصَار اليهودُ، قل، قل.
– القارئ: فَصَارُوا
– الشيخ: فَصَار اليهود، خلها، حطها الاسم الظاهر، فَصَار اليهود.
– القارئ: فَصَار اليهودُ أَبْعَدَ عَنْ مُتَابَعَةِ الْمَسِيحِ مِنَ اليهودِ
– الشيخ: لا، من النصارى، عندك مِن النصارى؟ عندك مِن النصارى؟
– طالب: إي.
– الشيخ: صحّحْ، عندك.
– القارئ: فَصَار اليهودُ أَبْعَدَ عَنْ مُتَابَعَةِ الْمَسِيحِ مِنَ النَّصَارَى فَكَانُوا مَجْعُولِينَ فَوْقَ الْيَهُودِ.
وَالْمُؤْمِنُونَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُمُ الْمُتَّبِعُونَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَنْ سِوَاهُمْ كَافِرٌ بِهِ فَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْقَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلِهَذَا لَمَّا جَاءَ الْمُسْلِمُونَ يُقَاتِلُونَ النَّصَارَى غَلَبُوهُم، وَأَخَذُوا مِنْهُمْ خِيَارَ الْأَرْضِ: الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ، وَمَا حَوْلَهَا مِن مِصْرَ وَالْجَزِيرَةِ، وَأَرْضَ الْمَغْرِبِ وَلَمْ يَزَلِ الْمُسْلِمُونَ مُنْتَصِرِينَ عَلَى النَّصَارَى، وَلَا يَزَالُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
– الشيخ: لكن الحياةُ دُوَلٌ، يجب استحضارُ هذا المعنى، لا يزالونَ منتصرينَ، نعم، إذا جاهدَ الكفارُ النصارى وكانوا على استِقَامةٍ، لكن أكثرُ ما يجري مِن حروبٍ أكثرُها معَ دولٍ وحكوماتٍ غيرِ قائمةٍ بدينِ اللهِ، يحصل، وقد يحصلُ للمسلمين ابتلاءاتٌ ثم العاقبةُ لهم. انتهى؟
– القارئ: باقي.
لَمْ تَنْتَصِرِ النَّصَارَى قَطُّ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّمَا تَنْتَصِرُ عَلَى طَائِفَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِسَبَبِ ذُنُوبِهِم، ثُمَّ يُؤَيِّدُ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِم.
وَلَوْ كَانَ النَّصَارَى هُمُ الْمُتَّبِعِينَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
– الشيخ: هم الْمُتَّبِعُونَ ولَّا الْمُتَّبِعِينَ؟ عندكم الْمُتَّبِعِينَ؟ صح.
– القارئ: وَلَوْ كَانَ النَّصَارَى هُمُ الْمُتَّبِعِينَ لِلْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَالْمُسْلِمُونَ كُفَّارًا بِهِ لَوَجَبَ أَنْ يَنْتَصِرُوا عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ؛ لِأَنَّ جَمِيعَ الْمُسْلِمِينَ يُنْكِرُونَ إِلَهِيَّةَ الْمَسِيحِ وَيُكَفِّرُونَ النَّصَارَى، فَعُلِمَ أَنَّ الْمُتَّبِعِينَ لِلْمَسِيحِ هُمُ الْمُسْلِمُونَ دُونَ النَّصَارَى. انتهى.
– الشيخ: حسبُك يا أخي