بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
شرح كتاب (الرَّد على المنطقيين) لشيخ الإسلام ابن تيميَّة
الدّرس الحادي والعشرون
*** *** *** ***
– القارئ: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، قالَ شيخُ الإسلامِ رحمَهُ اللهُ في سياقِ نقلِهِ عَن ابنِ سِينا:
فإنْ قالَ قائلٌ: إنَّ الكثرةَ قد تُؤلفُ مِن أشياءٍ غيرِ الوَحداتِ
– الشيخ: أيش؟ هذا كلام ابن سينا؟
– القارئ: نعم
– الشيخ: هذا كلام ابن سينا؟ أيش يقول؟
– القارئ: إنَّ الكثرةَ قد تُؤلفُ مِن أشياءَ غيرِ الوَحداتِ مثلَ الناسِ والدَّوابِّ، فنقولُ: إنَّهُ هذهِ كمَا أنَّ الأشياءَ ليسَتْ كَثْرَات بلْ أشياءٌ موضوعةٌ لِلكثرةِ، وكما أنَّ تلكَ الأشياءَ وُحدانٌ لا وَحداتٌ، فكذلكَ هي كثيرةٌ لا كثرةً، والذينَ يَحسبونَ أنَّهم اذا قالوا: "إنَّ العددَ كميةٌ منفصلةٌ ذاتُ ترتيبٍ"، فقدْ تخلَّصُوا مِن هذا، فما تخلَّصُوا فإنَّ الكميةَ تحوجُ تصوُّرَها للنفسِ إلى أنْ تعرفَ بالجزءِ أو القسمةِ أو المساوةِ، أمَّا الجزءُ والقِسمةُ فإنَّما يكون تَصوُّرهما بالكثرةِ، وأمَّا المساواةُ فإنَّ الكميةَ أعرفُ منها عندَ العقلِ الصريحِ؛ لأنَّ المساواةَ مِن الأعراضِ الخاصةِ بالكميةِ التي يجب أنْ تُؤخذ في حَدِّهَا الكميةُ، فيُقالُ: إنَّ المساوةَ هي اتحادٌ في الكميةِ والترتيبِ الذي أُخِذَ في حَدِّ العددِ أيضاً هو ما لا يُفْهَمُ إلا بعدَ فَهمِ العددِ.
فيجبُ أنْ يُعلمَ أنَّ هذه كلُّها تنبيهاتٌ مثلَ الشبيهِ بالأمثلةِ والأسماءِ الـمُترادفةِ، فإنَّ هذهِ المعاني متصورةٌ كلُّها أو بعضُها لذواتِها.
– الشيخ: باقي كم؟
– القارئ: باقي أربع كلمات وينتهي.
– الشيخ: نصف سطر؟!
– القارئ: إي.
– الشيخ: يا الله اقرأ، نصف سطر زين.
– القارئ: وإنَّما يُدَلُّ عليها بهذهِ الأشياءِ لِيُنَبِّهَ عليها وتُمَيَّزَ فقط. قلتُ ..
– الشيخ: خلاص، يكفينا بس [فقط] اليوم.