file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(10) الشهيد المهيمن المحيط

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس العاشر

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: الحمدُ للهِ ربِّ العالَمين، وصلَّى الله وسلَّمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبِه أجمعين، اللهمَّ اغفرْ لشيخَنا وللحاضرين والمُستمعين، قالَ الشيخ عبدُ الرحمنِ بنُ ناصرٍ السَّعدي -رحمه الله تعالى وأسكنَه فسيحَ جنَّاته- في كتابه: "فتحُ الرحيمِ الملكِ العلَّام" قال -رحمه الله-:
الشهيدُ المُهيمِن المُحيطُ:
أي: المُطَّلعُ على جميعِ الأشياءِ، الذي أحاطَ علمُه بالظواهرِ والبواطنِ، والخفيَّاتِ والجليَّاتِ، والماضياتِ والمُستقبَلاتِ، وسمعَ جميعَ الأصواتِ خفيِّها والجليَّاتِ، وأبصرَ جميعَ الموجوداتَ دقيقَها وجليلَها، وصغيرَها وكبيرَها، وأحاطَ علمُه وقدرتُه وسلطانُه، وأوَّليتُه وآخريَّتُه، وظاهريَّتُه وباطنيتُه بجميعِ الموجوداتِ، فلا يحجبُه عن خلقِه ظاهرٌ عن باطنٍ، ولا كبيرٌ عن صغيرٍ، ولا قريبٌ عن بعيدٍ، ولا يخفى على علمِه شيءٌ، ولا يشذُّ عن ملكِه وسلطانِه شيءٌ، ولا ينفلتُ عن قدرتِه وعزَّتِه شيءٌ، ولا يتعاصَى عليه شيءٌ، ولا يتعاظمُه شيءٌ.
وجميعُ أعمالِ العبادِ قد أحصاهَا، وقد علمَ مقدارَها ومقدارَ جزائِها في الخيرِ والشرَّ، وسيُجازِيهم بما تقتضِيه حكمتُه وحمدُه وعدلُه ورحمتُه، والملوكُ والجبابرةُ وإنْ عظُمَتْ سطوَتُهم، وعظُمَ مُلكُهم، واشتدَّ جبروتُهم، وتفاقمَ طِغيانُهم، فإنَّ الله لهم بالمِرصادِ قد أحاطَ بأحوالِهم، وأحصَى وراقبَ كلَّ حركاتَهم وسكناتَهم، ونواصَيهم بيدَه، وليسَ لهم خروجٌ عن تصرُّفِه وإرادتِه ومشيئتِه.
أينَ المفرُّ والإلهُ طالب  * * *  والمجرمُ المغلوبُ ليسَ الغالبُ

– الشيخ: ليسَ الغالبُ؟
– القارئ: نعم، قالَ: "هناك لفظةٌ" القائلُ لهذا البيتِ هو نفيلُ بن حبيب، قالَه حينما رأى ما أنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- من نقمتِه بأبرهةَ ومن معَه حينما قصدُوا هدمَ البيتِ، وقالَ: هناك لفظة: والأشرمُ المغلوبُ
– الشيخ: الأشرمُ؟
– القارئ: نعم بدل "مُجرم"
– الشيخ: أي الأشرمُ: يعني أبرهة.
– القارئ: فهذهِ الأسماءُ الثلاثةُ ترجعُ إلى سعةِ علمِه، وإحاطتِه بكلِّ شيءٍ، وإلى عظمتِه وملكِه وسُلطانِه، وإلى شهادتِه لعبادِه، وعلى عبادِه بأعمالِهم، وإلى الجزاءِ وانفرادِ الربِّ بتصريفِ العبادِ، وإجرائِهم على أحكامِ القدَرِ، وأحكامُ الشرعِ، وأحكامُ الجزاءِ، واللهُ أعلم.
ثم قالَ -رحمه الله-: الحميدُ المجيدُ

الشيخ: قِفْ على هذا بس [يكفي] .
 

 

 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة