file_downloadsharefile-pdf-ofile-word-o

(21) ذو الجلال والإكرام

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
التَّعليق على كتاب (فَتحُ الرَّحيمِ الملكِ العَلاَّمِ في عِلمِ العقَائِدِ وَالتَّوحيْدِ وَالأخْلاَقِ وَالأحكامِ المُستنَبَطةِ مِن القرآنِ)
للشَّيخ عبدالرَّحمن بن ناصرالسّعدي
الدَّرس الحادي والعشرون

***    ***    ***    ***
 
– القارئ: أحسنَ اللهُ إليكَ، الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلمَ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، اللهمَّ اغفرْ لشيخِنا وللحاضرِين والمُستمعين، قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ بن ناصرِ السَّعدي -رحمَه الله تعالى وأسكنَه فسيح جِنانِه-
– الشيخ: آمين، رحمه الله
– القارئ: "فتحُ الرحيمِ الملكِ العلَّام في علمِ العقائدِ والتوحيدِ والأخلاقِ والأحكامِ المُستنبطة من القرآن"
النوعُ الأولُ: علمُ العقائدِ وأصولِ التوحيدِ:
ذو الجلالِ والإكرامِ.

– الشيخ: لا إله إلا الله، يعني السامع ما يدري أيش ترتيب هذا الكلام ! تقدَّم أنَّ الشيخَ بدأَ في هذا الجانبِ في مسائلِ العقائدِ بذكرِ أسماءِ الله الحسنى ويُفَسِّرُهَا، وانتهى القارئُ إلى اسمِه تعالى: "ذو الجلالِ والإكرامِ" مو [أليس] بهذا الذي عندك؟
– القارئ: نعم أحسنَ اللهُ إليك.
– الشيخ: "ذو الجلال" فالشيخُ يريد يتكلَّم على هذا الاسم ذكرَ اسمَه الأحدُ، والواحدُ، وكذا، وكذا، والملكُ، والقُدوسُ، والسَّلامُ، ذكر وعدَّدَ مِن أسماءِ اللهِ، واسمه الصمدُ، ومَرَّ عدد مِن أسماءِ اللهِ الحسنى. ومِن أسمائِه ذو الجلال والإكرام تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:78]
 

– القارئ: وردَتْ في القرآنِ مقرونةً في عدةِ مواضعَ، وقالَ صلى الله عليه وسلم: (أَلِّظُّوا بِـ "يَا ذَا الجلالِ والإكرامِ)
– الشيخ: يعني: في دعائِكم ألِحُّوا والهَجُوا وكرِّرُوا: "يا ذا الجلالِ والإكرامِ"، "يا ذا الجلالِ والإكرام"، "يا ذا الجلال والإكرام".
– القارئ: وهذانِ الوصفانِ العظيمانِ للرَّبِّ يَدلَّانِ على كمالِ العظمةِ والكبرياءِ والمجدِ والهيبةِ، وعلى سَعةِ الأوصافِ وكثرةِ الِهبَاتِ والعَطَايا، وعلى الجلالِ والجمالِ، ويقتضيانِ مِن العبادِ أنْ يكونَ اللهُ هو الْمُعَظَّمُ المحبوبُ، الـمُمَجَّدُ المحمودُ، الـمُخضوعُ لَهُ المشكورُ، وأنْ تمتلئَ القلوبُ مِن هيبتِهِ وتعظيمِهِ وإجلالِهِ ومحبتِهِ والشوقِ إليهِ.
بديعُ السمواتِ والأرضِ

– الشيخ: انتهى ؟
– القارئ: نعم .
– الشيخ: "ذُو الجلالِ" جاءَ هذا المعنى في آيتينِ من القرآن:
تارةً مضافاً إلى اسمِه "الرَّبّ" تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ بالياءِ "ذي الجلال" أي: صاحبُ الجلالِ.
وجاءَ مضافاً إلى الوجهِ في سورةِ الرحمنِ -كما تعلمونَ-: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن:27]
والجلالُ فُسِّرَ بالعظمةِ، فهو ذو العظمةِ، العظمةُ التي هي فوقَ كلِّ عظمة، جاءَ في الحديثِ:
(العزُّ إزارِي والكبرياءُ رِدَائِي، فمَن نازَعَني واحداً منهما عذَّبْتُهُ).
وهو ذو الإكرامِ يعني يحتملُ أنه ذو الإكرامِ لأوليائِهِ، يُكرمُهم حقًّا بأنواعِ الكراماتِ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] فهو أوليائَهُ: يُعلي قدرَهم، ويُثني عليهِم، ويُنزلُهم المنازلَ العالية.
ويُحتملُ أنه الإكرامُ يعني الـمُستحقُّ للإكرامِ، هو ذو الجلال والإكرام، يعني المستحِقُّ مِن عبادِه أن يُكرموه: بفعلِ محابِّهِ، بشكرِه على إنعامِه، بالإكثارِ مِن ذكرِه، الإكثارِ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41] فذِكرُ الله تعالى مِن إكرامِه.
فهو "ذو الجلال والإكرام" وهذا يُعدُّ اسماً، اسماً مِن أسمائِه، مِن أسمائِهِ: "ذو الجلال والإكرام"، فيدعو العبدُ يقولُ: "يا ذا الجلال والإكرام"، "يا ذا الجلال والإكرام"، وجاءَ في ذكرِ بعدِ الصلاة:
(اللهمَّ أنتَ السلامُ، ومنكَ السلامُ، تباركتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ).
 

– القارئ: بديعُ السمواتِ والأرضِ.
– الشيخ: هذا أيضاً اسم، هذا اسمٌ مِن أسمائِهِ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ [الأنعام:101] بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [البقرة:117] بديع أي مُبدِعُ، مُبتدئُ السماواتِ والأرضِ على غيرِ مثالٍ سَبَقَ، وهو قريبٌ من قولِه: فاطر، فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ، بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ، فهو يدلُّ على أنه خالقُ السماواتِ والأرضِ، ومُبتدِئُ خَلْقِ السماواتِ والأرضِ ومُبْدِعُهُمَا، فكانَ مِن أسمائِه: "بديعُ"، "بديعُ السمواتِ والأرضِ"، أي: مُبدِع، لا إله إلا الله.
وهذا المعنى يُذكِّرُ اللهُ به عبادَه كثيراً إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ [الأعراف:54] فيَذكرُ ربوبيتَهُ رَبُّ السمواتِ والأرضِ.
 

– القارئ: "بديعُ السمواتِ والأرضِ"، أيْ: خالقُهَا ومبدعُهَا بأحسنِ خِلْقَةٍ ونظامٍ، وأبدعِ هيئةٍ وصفةٍ، قدْ تمَّتْ فيهما أوصافُ الحُسنِ ونهايةُ الحكمةِ، وأودعَ فيهما مِن لطائفِ صَنعتِهِ وعجائبِ قدرتِهِ وأسرارِ خِلقتِهِ ما يَشهدُ لِمُبْدِعِهَا
– الشيخ: مُبْدِعِهَا؟ كأن المناسب.. أيش يقول؟
– القارئ: ما يَشهدُ لِمُبْدِعِهَا بكمالِ الحكمةِ،
– الشيخ: "مُبْدِعِهُمَا" أحسن؛ لأنَّ الكلامَ في السماواتِ والأرضِ وما بينَهُمَا، اللهُ يَذكُر السماواتِ والأرضَ بصيغةِ التثنيةِ، "مُبْدِعِهُمَا".
– القارئ: ما يشهدُ لِمُبْدِعِهَا بكمالِ الحكمةِ، وسَعَةِ الحمدِ، وواسعِ العلمِ، ولطيفِ اللُّطفِ، ودقيقِ الخبرةِ.
الربُّ، وربُّ العالمينَ.

– الشيخ: إلى هنا بس. سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله العظيم، سبحان الله.
يعني: فالاسمُ للهِ "بديعُ السمواتِ والأرض"، ولا تقلُ: مِن أسمائِه "البديعُ"، لا. تقول: "بديعُ السمواتِ والأرضِ"، "فاطرُ السماواتِ والأرضِ"، "ربُّ السماواتِ والأرضِ".

– القارئ: كذلك "ذو الجلالِ والإكرامِ" تُضَاف؟
– الشيخ: أيش فيها؟
– القارئ: تضمٌّ بعضُها إلى بعضٍ: "ذو الجلال والإكرام"؟ ولَّا قد يُقالُ: "ذو الجلال"؟
– الشيخ: أيش تضمٌّ بعضُها إلى بعضٍ؟
– القارئ: مثل: "بديعُ السمواتِ" ما نقولُ "بديعُ"، نقولُ: "بديعُ السماواتِ والأرضِ"، و"ذو الجلال والإكرام" كذلك؟
– الشيخ: عجل أيش تقول؟ ذو الجلال والإكرام.
– القارئ: إي، الاسمانِ ذو الجلال والإكرام.
– الشيخ: لا، سوا [معًا]
– القارئ: لا بدّ مِن ضمهما، أحسنَ الله إليك
– الشيخ: نعم .
 

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة