الرئيسية/فتاوى/توجيه كلام ابن قدامة في المغني حول التصوير
file_downloadshare

توجيه كلام ابن قدامة في المغني حول التصوير

السؤال :

جاء في الـمُغْني والشَّرحِ الكبيرِ لابنِ قدامةَ -رحمه الله- قالَ: وإنْ قطعَ منه ما لا تَبقَى الحياة بعدَ ذهابِه كصدِرِهِ أو بطنِهِ أو جُعِلَ لَه رأسًا منفصلاً عن بدنِهِ، لم يدخلْ تحتَ النَّهيِّ، فهل يعني هذا أنَّ رسمَ الرأسِ دونَ الجسدِ جائزٌ ؟

هذا في بابِ التَّصويرِ، والتَّصويرُ قاعدتُه: أنَّه يحرمُ تصويرُ ذواتِ الأرواحِ؛ كالحيوانِ، كالإنسان، والدَّوابِّ والبهائمِ، فتصويرُ قطعةٍ مِن الإنسانِ -كَيَدِهِ ورِجلِهِ- فهذا لا يَدْخلُ تحتَ النَّهيِّ، وأمَّا الرَّأسُ والوجهُ فهو الصّورةُ، والصّورةُ هي الوجهُ.
وأمَّا قولُ صاحبِ "المغنيّ" هذا تعبيرٌ عَن رأيهِ، والله أعلم بالصَّوابِ، لكن مضمونُه أنَّه إذا قُطِعَ منه ما لا تبقى معه حياةٌ أنَّه يجوزُ تصويرُه: هذا فيه نظرٌ. ولهذا صارَ الذين يحتالونَ في الصُّورِ التي في الكتبِ المدرسيةِ لمَّا كانوا يتحاشون، كانوا يراعونَ هذا المعنى، كانوا يُصوِّرونَ الحيوانَ ويفصلونَ الرَّأسَ، يصبحُ الحيوانُ تمامًا بس [لكن] في خطِّ في الرقبةِ، كذا صاير؟ شفتوه [رأيتموه]؟ احتيالٌ، هذا احتيالٌ، لا، صاحبُ "المغني" ما يريد هذا، ما يريد الاحتيال، لا، قُطِعَ الرَّأس نهائيًا وبقيتِ الجثة الجثةُ كلُّها بلا رأسٍ لا تدخلُ في النَّهي، ليسَ مما يحرُمُ تصويرُهُ، بلا رأسٍ. أمّا تحط رأس بس تحط خط [فقط تضع خطًا] تدّعي أنَّ الرَّأسَ مقطوعٌ، لا ما قُطِعَ الرأس، الرَّأسُ موجودٌ، فلا يحصلً الخلاص مِن حكمِ التَّحريمِ بهذهِ الطريقةِ، والله أعلم.

طالب: (الصّورةُ الرّأسُ) يا شيخ، هل صحيح ؟
الشيخ:
إي، (الصّورة الرَّأس) .
طالب: حديث؟
الشيخ: يظهر لي أنَّه حديثٌ.
طالب: في حديثِ أَبِي الْهَيَّاجِ عليٌّ رضي الله عنه: (أَنْ لَا تَدَعَ صورةً إِلَّا طَمَسْتَها) طَمْس، لا بد من الطَمْس..
الشيخ: الطَّمْسُ يكونُ على الصّورةِ، والصّورةُ هي الوجهُ، ولهذا جاءَ في حديثِ التِّمثالِ الذي في بيتِ الرّسولِ، أَمَرَ جبريلُ النَّبيَّ بالتّمثالِ أنْ يُقطعَ رأسُهُ، حتى يكونَ كهيئةِ الشّجرةِ.

طالب: أحسن الله إليكم، تصوير الجوال ؟
الشيخ: ما أدري عنه، ما أدري أيش [ما] أقول لك؟ ما أدري أيش أقول لك والله يا أخي، أعوذُ باللهِ، فتنة عظيمة !
طالب: ما قولُك فيها ؟
الشيخ: أنا أتمسكُ بسنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، والأحاديثِ صريحةٌ وصحيحةٌ في النَّهيِّ عن التَّصويرِ بإطلاقٍ، ما جاء أنّها، لكن اجتهد بعضُ أهل العلم ورأى أنَّه يختلف حكمُهُ، فقلَّدهم الجمهور جهلاً ..