هذا كأنَّها راجعة إلى تحكيمِ العقلِ، فمثل مَن يطلقُ هذه العبارة هم الذين يُقال لهم "العقلانيَّة" وهم الذين يُحكِّمون العقولَ ويقدِّمونها على النُّصوص، فيجعلون هذا إسلام النَّص، يعني إسلام الذين يُحكِّمون النُّصوص، وإسلامُهم هم إسلامُ العقل، وهم الذين يُقدِّمون العقولَ، فهؤلاء أقلّ أحوالهم أن نقولَ: إنَّهم ضالُّون، فتحكيمُ النُّصوص هو الواجبُ على مَن علمَ بها، كلُّ مَن علمَ بحكمِ الله ورسولِه وجبَ عليه التَّسليم له؛ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيۡتَ [النساء:65] وهؤلاء في نفوسهم حرجٌ، إن لم يكن في قلوبهم التَّكذيب .