في ذلكَ خلافٌ بين السَّلَف، وبعضُهم يُفَصِّلُ: يقول: إن سُكنى المدينةِ أفضلُ، وربَّما أخذه مِن قوله: (المَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، وكانَ السَّلفُ يختلفونَ، منهم ومنهم، ومنهم مَنْ يجاورُ بمكة، والذي يظهرُ لي أنَّ فُرصةَ العبادة في مكة أكثرُ؛ لأنَّ فيها الطَّوافُ بالبيتِ، والصَّلاةُ مُضاعفة، فبهذا الاعتبار يكون سُكنى مكة أولى؛ لهذا المعنى؛ لأنَّ فيه مِن العباداتِ ما ليس في المدينة، والصَّلاةُ مُضاعفَة، الصَّلاةُ في المسجدِ الحرام أفضلُ مِن الصَّلاة في مسجدِ النَّبي بمئةِ صلاةٍ .