الرئيسية/فتاوى/حكم ترك القراءة في مسائل القدر خشية الوسواس
file_downloadshare

حكم ترك القراءة في مسائل القدر خشية الوسواس

السؤال :

سائلةٌ تقول إنَّها لا تحبُّ أنْ تقرأَ عَن القَدَرِ أو تسألَ عنهُ ؛ خشيةَ أنْ يفتحَ عليها بابَ وَسَاوس، وأنَّها نصحَتْ غيرَهَا بذلكَ، ولم توافقْهَا أخرى بذلكَ؛ لأنَّها ترى أنَّ الصحيحَ أنْ تتعلَّمَ، فأيُّ الرأيينِ الأصحُّ ؟

 

الأصحُّ أن تتعلَّمَ ما في القرآن والسُّنة مما يدلُّ على القَدَر، ولا تقرأ في كلامِ النَّاس في كلامِ الباحثين الذين يتوسَّعون في تفصيلِ مسائل القَدَرِ، ولا تبحث عن مسألة الحِكَم في الأقدار؛ فإنَّ القَدَر كما جاء عن علي -رضي الله عنه- وغيرِهِ: "القَدَرُ سِرُّ اللهِ"، سِرّ، للهِ الحكمةُ، وعقولُ العِباد لا تحيطُ بها، أما أن نتعلَّمَ ما دلَّ عليه القرآن والسُّنة مِن القَدَرِ مثل: الكلام في مَراتبِ القدر، وأنَّ الله تعالى عَلِمَ ما يكون قبلَ أن يكون بعلمِه القديم، وأنَّه كتبَ ذلك في اللَّوح المحفوظ، هذا لابدَّ أن نعرفَهُ ونؤمنَ به، وأنَّ مشيئةَ الله عامَّةٌ ما شاء كانَ وما لم يشأْ لم يكنْ، وأنه لا خروجَ لشيءٍ عن مشيئةِ الله ولا عن قُدرةِ الله، فالله على كلِّ شيء قدير، وهكذا، والإيمانُ بأنَّ الله خالقُ كلِّ شيء، فالعبادُ وقُدَرُهُم وأخلاقُهم وأعمالُهم كلُّها خَلْقٌ للهِ، ونُعْرِضَ عن المسائل "إنْ، وإنْ، وإنْ"، المسائل التي يُورِدُها الجاهلون والمتكلِّفون، نُعرِض عنها، المسائل التي فيها شُبهاتٌ وإشكالاتٌ نُعرِض عنها ولا نقرأُها، إلا مَنْ كان عنده.. إلا مَن كان على مستوىً مِن البصيرة في الدِّين والإيمانِ الرَّصِين فهذا لَهُ شأنٌ آخر، أمَّا الإنسان العادي ينبغي أن يقتصرَ على الأمور الأساسية في القَدَر، (وَتُؤمِنَ بالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) نؤمن بالقدَرِ بأنَّ كلَّ ما يكونُ في هذا الوجود مِن خيرٍ وشرٍّ فهو بقدرةِ الله ومشيئةِ الله، وأن الله خالِقُ الخير والشر، قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء:78] .