الرئيسية/فتاوى/كيفية معرفة دم الحيض لمن أكلت الحبوب وتغير لون الدم

كيفية معرفة دم الحيض لمن أكلت الحبوب وتغير لون الدم

السؤال :

أنا في العادة مدة الحيض عندي ما بين ٦ إلى ٨، لكن تقريبًا آخر دورتين قبل الحمل والدورتين إلى بعد الولادة، صار ينزل قبلها بيومين إفرازات (بني فاتح) قليلة ومتقطعة، بعدها ينزل الدم من ٦ إلى ٨ أيام، فالمجموع قد يصل إلى ١٠، وكنت أفهم أن الطبيعي يكون الحيض يبدأ من اللون الأحمر الغامق ثم يتدرج إلى البني الفاتح والأصفر، وهذا ما اعتدت عليه، والآن صار اللون الذي في النهاية متقدمًا. لكن لا أستطيع أن أبني على العادة؛ لأني آكل حبوب منع الحمل، وكانت أموري في البداية مستقرة معها، لكن في آخر الفترات صار فيه “لخبطة”، قد تكون بسببها، فكنت ما أصلي باعتبار أنها متصلة بالدورة فتعتبر منها، “بعدين” ما ارتحت، فاستشرت طبيبة نساء وولادة تعتبر أفضل طبيبة هنا وأخبرتها بأمري، فقالت: تعتبر هذه استحاضة.

وبحثت في الشبكة عن فتاوى في هذا الأمر فوجدت فتوى قيل فيها: “إن كان بينها وبين الحيض ساعات فتعتبر حيضًا، وإن كان بينها وبين الحيض أكثر من ٤ ساعات فهي استحاضة”، فهل أبني على عادتي قبل أكل الحبوب؟ وإلا الآن العادة ما يبنى عليها لأني آكل الحبوب، والحبوب معروف أنها تتحكم في الحيض نزوله ورفعه، أو أبني على عادتي في أول الشهور بعد أكل الحبوب يمكن سنة “وشوي”، وما كان عندي “لخبطة”، كانت نفس عادتي قبل الحبوب، أم أنها تعتبر حيضًا لأنها متصلة به؟

 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فالذي أرى لك -أيتها  الأخت السائلة- أن تعتمدي في معرفة حيضك على صفة الدم الذي تعرفينه قبل أكل الحبوب، وقبل التغيُّر؛ فما كان كذلك فهو حيض، وما ليس كذلك فلا تعُدِّيه حيضًا، بل استحاضةً لا تمنع من الصلاة، وكذلك الإفرازات التي تسبق الدم بألوان مختلفة فلا تعُدِّي ذلك من الحيضة؛ فالحيض دمٌ، وأما الصفرة والكدرة فإن كانت متصلة بالدم في آخر الحيضة فهي من الحيض، وإن كانت بعد الطهر فليست شيئا، كما قالت أم عطية رضي الله عنها: «كنَّا لا نعدُّ الكُدرة والصُّفرة بعد الطهر شيئًا» رواه البخاري وأبو داود واللفظ له[1]. نسأل الله أن يعينك ويثيبك، وأن يهديك إلى الصواب. والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 6 ربيع الأول 1445هـ

 

[1] أخرجه البخاري (326)، وأبو داود (307).