الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد :
فإنَّ المعنى الذي ذكره المفسِّرون في حكمة جمع "الظُّلمات" وإفراد "النُّور" راجعٌ إلى أنَّ الظُّلمات طرائقُ الباطل، وهي كثيرة، والنُّور طريقُ الحقِّ، وهو واحد، كما قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]، قالوا: وأمَّا المراد بقوله تعالى: سُبُلَ السَّلامِ [المائدة:16]؛ فالمرادُ بها شرائع الإسلام، وأمَّا ما ذكرتَه مِن قول بعضهم أنَّ إفراد "النور لشرفه": فمجرَّدُ الإفراد لا يفيدُ الشَّرف في اللغة العربية، وأمَّا الذي يفيدُ الشَّرف فهو الوصفُ بالوحدة، كما يقال: وحيدُ عصرِه، وفلانٌ أوحدُ أهلِ زمانه، والله أعلم .
قال ذلك :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في 5 محرم 1435هـ