الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده؛ أمَّا بعد :
فإنَّ المشروع للمسلم أن يعملَ بالسُّنن على وجهها كما جاءت عن الهادي الأمين صلَّى الله عليه وسلَّم، والظَّاهر مِن السُّنَّة أنَّ ما يُشرع للمنفرد لا يلزمُ أن يُشرع للجماعة، وما يُشرع للجماعة لا يلزمُ أنَّ يُشرع للمنفرد، فقراءة "ألم تنزيل" السَّجدة والإنسان، وقراءة الأعلى والغاشية شُرعت في صلاة جماعة، ومِن المقصود إسماعُ المصلّين وتذكيرهم ما تضمَّنته هذه السُّور مِن المعاني، وقراءةُ المنفرد لها لا يُحقق ذلك، ثم إنَّه لم يُنقل عن أحد مِن أهل العلم -فيما نعلم- استحبابُ قراءة هذه السُّور لكلِّ أحد، سواء حضرَ الجماعة فجر الجمعة أو لم يحضرها، أو حضرَ صلاة الجمعة مع الإمام أو لم يحضرها، بل نصَّ العلماءُ -رحمهم الله- على ما دلَّت عليه السُّنَّة مِن استحباب ذلك للإمام فقط، ولم يقل أحدٌ: إذا لم يقرأ الإمام بهذه السُّور سُنَّ لآحاد الجماعة أن يقرأها في ذلك اليوم، فما ذكرته -أيُّها السَّائل- هو رأيٌ محضٌ لا دليل، ولم تُسبق إليه، والله أعلم .
أملاه :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في السابع عشر من شوال 1436هـ