الرئيسية/فتاوى/هل يمكن للمؤمن أن يستكمل الإيمان
file_downloadshare

هل يمكن للمؤمن أن يستكمل الإيمان

السؤال :

سمعتُ شخصًا يقول: فهذه الخصال الثلاث؛ إقرارُ القلب وقولُ اللسان وعملُ الجوارح اشتملَ عليها مسمَّى الإيمان عند أهلِ السُّنَّة والجماعة، فمَن أتى بجميعها فقد استكملَ إيمانَه، والذي لا يأتي بها لم يستكمل إيمانه، والذي يأتي ببعضها ويتركُ بعضَها فهذا ناقصُ الإيمان. فهل صحيح أنَّ مَن أتى بالاعتقاد والقول والعمل يكون مؤمنًا كاملَ الإيمان، لأني قرأت كلاما للكوسجي يقول: قلت لإسحاق بن راهويه: هل للإيمان مُنتهى حتى يستطيع المرءُ أن يكون مُستكمل الإيمان؟ قال: لا؛ لأنَّ جميع الطَّاعة مِن الايمان ولا يمكن أن يُشهَد باستكمال الايمان لأحدٍ إلَّا للأنبياء -صلوات الله تعالى وسلامه عليهم- أو مَن شهدَ له الأنبياءُ -صلَّى الله عليهم وسلَّم- بالجنَّة، وهل صحيح أنَّ مَن لا يأتي بالخصال الثلاث لا يستكمل الإيمان، أي أنَّ إيمانه ناقص ناقص الإيمان فقط؟ وهل صحيح أنَّ مَن يأتي ببعض الخصال ويترك بعضها -كترك العمل مثلًا- يكون مؤمنًا ناقص الإيمان ؟

الله المستعان، المقصودُ: الإيمانُ الذي جاءت به الشَّريعة ودلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّة، هو كما قال السَّلف، يعني تقدير إذا قالوا: إنَّ الإيمان اعتقادٌ بالجنان وعمل بالأركان وإقرار باللسان، هم ما يريدون بهذا تقرير الإيمان؛ يريدون أنَّ الإيمان يتعلَّق بهذه الأشياء، اعتقادُ القلب يتفاضلُ فيه المؤمنون بِمَا لا يعلمُ قدره إلا الله، وعملُ القلب يتفاضلُ فيه المؤمنون بِمَا لا يعلمُ مداه إلا الله، وأعمالُ الجوارح يتفاضلُ فيها المؤمنون، هذا ما هو معناه أنَّه إذا قالوا "مَن أتى بالاعتقاد والإقرار" يعني واحد آمنَ بالرَّسول بقلبه وبلسانه وانقاد، نقول: كَمُلَ إيمانُه؟ كلُّ مؤمنٍ لابدَّ أن يتحقَّق فيه أصلُ الاعتقاد وأصلُ عمل القلب وإقرار اللسان، لابدَّ، فما نحتاج إلى هذا التَّطويل بالتَّساؤلات، أبدًا، الإيمانُ بضعٌ وستون شعبة، مَن استكملَ هذه الشُّعب يمكن نقول أنَّه استكملَ الإيمان في الجملة، يعني استكملَ شُعب الإيمان، لكن مرتبته في المؤمنين هذه ما..! مراتبُ الإيمان عند الله تتفاوت تفاوتًا عظيمًا؛ لأنَّ هذا يرجع إلى ما في القلوب، وما في القلوب لا يعلمه إلا علَّامُ الغيوب سبحانه وتعالى .

 

القارئ: هل يُقال: استكملَ الإيمان الواجبَ، أحسن الله إليكم ؟

الشيخ: مَن الذي يحكمُ لنفسه أو لغيره باستكمال الإيمان الواجب مَن؟!

القارئ: الوصف العام

الشيخ: .. اش [ما] معنى "العام" إن كان المسألة أنَّه يمكن، لكن الشَّهادة لمعيَّن أنَّه استكملَ الإيمان الواجب، لكن فيه [يوجد] يعني للإيمان أصلٌ وكمالٌ واجبٌ وكمالٌ مستحبٌّ، والكمالُ المستحبُّ هذا لا حدود له، وأمَّا الواجبُ: يُعرف بالواجبات، كمالُ الإيمان الواجب يُعرَف بالواجبات الظَّاهرة والباطنة .