الله المستعان، المقصودُ: الإيمانُ الذي جاءت به الشَّريعة ودلَّ عليه الكتابُ والسُّنَّة، هو كما قال السَّلف، يعني تقدير إذا قالوا: إنَّ الإيمان اعتقادٌ بالجنان وعمل بالأركان وإقرار باللسان، هم ما يريدون بهذا تقرير الإيمان؛ يريدون أنَّ الإيمان يتعلَّق بهذه الأشياء، اعتقادُ القلب يتفاضلُ فيه المؤمنون بِمَا لا يعلمُ قدره إلا الله، وعملُ القلب يتفاضلُ فيه المؤمنون بِمَا لا يعلمُ مداه إلا الله، وأعمالُ الجوارح يتفاضلُ فيها المؤمنون، هذا ما هو معناه أنَّه إذا قالوا "مَن أتى بالاعتقاد والإقرار" يعني واحد آمنَ بالرَّسول بقلبه وبلسانه وانقاد، نقول: كَمُلَ إيمانُه؟ كلُّ مؤمنٍ لابدَّ أن يتحقَّق فيه أصلُ الاعتقاد وأصلُ عمل القلب وإقرار اللسان، لابدَّ، فما نحتاج إلى هذا التَّطويل بالتَّساؤلات، أبدًا، الإيمانُ بضعٌ وستون شعبة، مَن استكملَ هذه الشُّعب يمكن نقول أنَّه استكملَ الإيمان في الجملة، يعني استكملَ شُعب الإيمان، لكن مرتبته في المؤمنين هذه ما..! مراتبُ الإيمان عند الله تتفاوت تفاوتًا عظيمًا؛ لأنَّ هذا يرجع إلى ما في القلوب، وما في القلوب لا يعلمه إلا علَّامُ الغيوب سبحانه وتعالى .
القارئ: هل يُقال: استكملَ الإيمان الواجبَ، أحسن الله إليكم ؟
الشيخ: مَن الذي يحكمُ لنفسه أو لغيره باستكمال الإيمان الواجب مَن؟!
القارئ: الوصف العام
الشيخ: .. اش [ما] معنى "العام" إن كان المسألة أنَّه يمكن، لكن الشَّهادة لمعيَّن أنَّه استكملَ الإيمان الواجب، لكن فيه [يوجد] يعني للإيمان أصلٌ وكمالٌ واجبٌ وكمالٌ مستحبٌّ، والكمالُ المستحبُّ هذا لا حدود له، وأمَّا الواجبُ: يُعرف بالواجبات، كمالُ الإيمان الواجب يُعرَف بالواجبات الظَّاهرة والباطنة .