لا لا هذا منكرٌ، نبيُّ الله يعقوب إنَّما ظهرَ حبُّه لولده، والحبُّ لا يتحكم فيه الإنسانُ، مثل الزوجات؛ لا يجبُ العدل بين الزَّوجات في المحبَّة، المحبَّةُ أمرٌ يجعله الله في القلب، وإنَّما العدلُ المستطاع في الأمور الظَّاهرة؛ مثل يعني بالنّسبة للنّساء: بالقسم يوم وليلة وما أشبه ذلك، وبين الأولاد: في الأعطية، إذا أعطى هذا عطية يُعطي الآخر مثله، أمَّا المحبَّة: لا، ولهذا ما قالَ أنَّه يُعطيه وأنَّه يخصه بأشياء، إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا أحبُّ أحبُّ، أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا [يوسف: 8]، والمحبَّةُ يظهرُ أثرُها، ظهرَ أثرُها، يعني يدركون أنَّه يُحبّه، لكن ما يقتضي أنَّه خصَّه بشيء، وهذا كثير يجزعُ بعضُ الأولاد مِن والديهم إذا ظهرَ منهم أنَّهم يحبون بعضَ أولادهم، وهذا شيء يجعله الله في القلب، ويوسفُ -عليه السَّلام- لما رأى هذه الرؤيا صارَ له منزلة عند أبيه أكثر وأكثر؛ ممَّا يؤمّله فيه مِن الخير .
■المباحث والإختيارات
■المختارات