الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أمَّا بعد :
فهذا الفرقُ بين العمّ والعمَّة والخال والخالة في الآية راجعٌ إلى استعمالِ العرب، والقرآنُ نزلَ بلسانٍ عربيٍّ مُبين، فالعمُّ اسمُ جنسٍ فيدخلُ فيه جميع أبناء الأعمام، سواء كان الأعمامُ واحدًا أو جماعةً، فجميعُ أبناء الأعمام يُطلَق عليهم أبناءُ عمٍّ، وكذلك الأخوال، وأمَّا العمَّة فلا تُطلَق في لسانِ العرب إلا على الواحدة المعيَّنة، فأبناءُ العمَّات لا يُقال فيهم: أبناءُ عمَّة، بل أبناءُ عمَّات، وكذلك الخالات، فإنَّه لا يُقال في أبناء الخالات: أبناءُ خالة، بل أبناءُ خالات، فظهرَ أنَّ الاستعمال القرآني جارٍ على ما يقتضيه اللسان العربي، والله أعلم .