لا، هذا الأصلُ في الإيمان، يعني لا نحبُّ بعضَهم ونؤمنُ ببعضٍ ونكفرُ ببعضٍ، بل نؤمنُ بهم جميعًا ونحبُّهم جميعًا ونُنْزِلُ كلًّا منزلتَهُ؛ فإنَّ الرسلَ ليسُوا على منزلةٍ واحدةٍ؛ فبعضُهم أفضلُ من بعض، تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة:253] فنفرِّقُ بينهم فيما فرَّقَ اللهُ فيه بينهم، ولكن المقصودُ الأول هو الإيمانُ بهم جميعًا وعدمُ التفريقِ بينهم في الإيمان، وما يتبعُ الإيمان، كما نحبُّهم جميعًا، ولكن لنبيِّنا -عليه الصلاة والسلام- مِن وجوبِ الإيمانِ ووجوبِ المحبةِ ووجوبِ الطاعةِ ما ليسَ لغيرِه مِن الأنبياء؛ لأنَّهُ المرسَلُ إلينا خاصَّة، أمَّا سائرُ الرسلِ فنؤمنُ بهم ونحبُّهم على سبيلِ العمومِ .