الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أما بعد:
فالذي يظهر لي أن مثل هذا الرَّاقي كاهنٌ مِن الكهَّان؛ لأنَّ ما ذكره لا طريق له إلا السَّماع مِن العائن أو ممَّن سمع العائن وأخبر عنه، ويزيد الرِّيبة في خبر الرَّاقي: ذكرُه لمناسبة الزواج التي لا تُعلم إلا بحضورها أو من طريق مخبِرٍ، وهذا الرَّاقي لم يَحضر المناسبة، ويحتمل أنَّه سمع بوقوع مناسبة عند أقاربكم فأحال عليها، وعلى كلِّ حال: فعندي أنه لا يجوز الأخذ بقوله، ومرض أختكم كثير في الناس، فما ادَّعاه الرَّاقي من حال الأخت قد أفادكم به الأطبَّاء من قبل، وإذا كان مرض أختكم يحتمل أن يكون إصابة عينٍ فالاحتمال وارد قبل ما زعمه الرَّاقي، ولهذا ننصحكم برقية أختكم بأنفسكم، لا بأمثال هذا الرَّاقي؛ فارقوها أنتم بالفاتحة وبما تيسَّر مِن آيات سورة البقرة، كآية الكرسي، وغيرها من آيات القرآن، وإن استرقيتم لها بعض الصالحين المعروفين بالخير وإجابة الدعاء، فهذا ممَّا ننصح به، كما ننصحكم بالدعاء والإلحاح في أوقات الإجابة، وإن كانت أمُّها موجودة فأوصوها بالدُّعاء لابنتها. نسأل الله أن يلطف بأختكم، وأن يشفيها، وأن يكشف ضرها؛ إنه تعالى سميع الدعاء.
أملاه:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 22 ربيع الآخر 1443 هـ