الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فإنَّ مضمون هذا الدعاء هو التوكل على الله في الوصول إلى المطلوب، والسلامة من المرهوب، والثقة بالله وحده، والبراءة من الحول والقوة، فهو من معنى: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، والداخل في مجلس عِلم يناسبه هذا الدعاء؛ لأنه بحاجة إلى أن يفتح الله عليه ما انغلق من مسائل العلم، وأن يذكِّره ما نسيَه، ويصرف عنه ما يعترضه من وسواس الشيطان، أو ما يعترضه من أهل الجدل الجاهلين والمبطلين، فيُعِينه الله عليهم بالهداية إلى الحق الذي يدمغ به باطلهم؛ فمجلس العلم ميدان للمذاكرة والمناظرة، وفي ذلك شيء من معنى الجهاد؛ جهاد النفس وجهاد المُعارض، وبهذا تظهر مناسبة هذا الدعاء في مجلس العلم؛ فحينئذ يجوز الدعاء به في مجالس العلم من غير اعتقاد سُنِّيته؛ فهو من نوع الدعاء المطلق. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 25 جمادى الآخرة 1444هـ