الرئيسية/فتاوى/زكاة المال المنسي مكانه والمتعذر الوصول إليه

زكاة المال المنسي مكانه والمتعذر الوصول إليه

السؤال :

فضيلة الشيخ: عندي خزنة حديدية منذ أكثر من عشرين سنة، كنت أضع فيها سبائك ذهب أدخِّرها من مصروف البيت، وبعض حُلي بناتي وحليِّي أنا ومبالغ مالية، فقدت مفاتيح الخزنة منذ ما يزيد على عشر سنوات، وحاولنا فتحها فلم نفلح، كنت أزكي السبائك لعدة سنوات، ثم انتقلنا لبلد آخر وبقي البيت مغلقًا، وتعرض بيتي لسرقات من خزنات أخرى يقينًا وبمفاتيحها، ولم ندر إن فتحت هذه الخزنة أيضا وسرق ما فيها، نسيت لاحقًا الخزنة وما الذي فيها من حلي، ولم أعد أذكر إلا السبائك، رجعت لبيتي قبل ٣ سنوات تقريبا، حركت الخزنة وحملناها لم يصدر من داخلها أي صوت فغلب على ظني أن ما فيها سرق أيضا، وتوقفت عن تزكية السبائك، وكنت سأرمي الخزنة في الشارع؛ لعدم الانتفاع بها، ولأن فتحها يحتاج لإذن من الشرطة، من يومين أخذ أحد أولادي الخزنة لعامل وتمكنوا من كسرها، وتفاجأت أنها مليئة بحلي لبناتي وهن صغيرات والسبائك موجودة أيضًا. بعض القطع تذكرنا أنا وبناتي من هي صاحبتها، وبعضها لم نذكر فالبنات كبرن وتزوجن.

س١: أنا سأزكيه احتياطا كلَّه لسنة واحدة، لكن هل يلزمني أكثر من ذلك؟ لأننا كنا نسيناه تماما، وكان في عداد المفقود، ولما كانت البنات صغيرات لم تكن إحداهن تملك نصابًا، ولم يملكن النصاب إلا قبيل زواجهن بقليل.

س٢: كيف أوزع الذهب بينهن؟ فلا أحد منا يذكر تبعية القطع لمن؟ هناك العديد من أساور الرضع، وهي مختلفة الأوزان، وكذلك أطقم ذهب للصغيرات ولكنها أيضًا متفاوتة، نرجو التكرم بإفادتنا نفع الله بعلمكم.

 

 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فإن من المقرَّر عند الفقهاء أن المال المنسيَّ مكانُه، أو المتعذِّر الوصولُ إليه أنه في حكم المفقود؛ فلا زكاة فيه[1]، وهذا ينطبق على ما ذكرتِ في شأن السبائك، وأمَّا حليُّ البنات فأمره سهلٌ فإنه يُرجع فيه إلى التفاهم والاصطلاح فيما تختصُّ به كلُّ واحدة، وهنَّ أخواتٌ دينًا ونسبًا، وما فعلتيه من أداء الزكاة عن سنة هو تصرفٌ حسنٌ، وهو قول لبعض أهل العلم[2]. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 8 رمضان 1445هـ

 

[1] وهو قول الحنفية، والشافعي في القديم، ورواية عن أحمد نقلها الأثرم، والميموني. ينظر: حاشية ابن عابدين (2/266)، والمجموع شرح المهذب (5/313)، والمغني (4/272).

[2] ينظر: الشرح الكبير للدردير بحاشية الدسوقي (1/457).