الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:
فإن أمر الأجر دوامًا وانقطاعًا عند الله تعالى، ونعوذ بالله أن نقول على الله ما لا نعلم، ولكن إذا علمنا أن ترتُّب الأجر على الصدقة والوقف متعلِّقٌ بمنفعتهما، فكلما كانت الصدقة أو الوقف أعظم منفعة للمسلمين كان الأجر أعظم، ولهذا يعظم أجرهما مع شدَّة الحاجة إليهما، إذا علمنا ذلك فإننا نقول: الظاهر – والله أعلم – أنه ينقطع الأجر بانقطاع منفعتهما[1]، أعني الوقف والصدقة، لكن يبقى للواقف والمتصدِّق أجرُ نيَّته؛ فنيَّتُه – وهي رغبته في الخير ونفع المسلمين – لم تنقطع؛ فالله تعالى يثيب على النيَّة وعلى العمل، كما في الحديث: مَن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما[2].
فمن انهدم وقفه وهو على نيَّته الأولى وهو قادر على أن يعيد بناءه، فعليه أن يعيده ليدوم أجرُه، فإن لم يكن قادرًا فله أجر النيَّة فقط كما تقدَّم؛ وبهذا يُعلم الجواب في شأن دار التحفيظ التي انهدمت. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 1 شوال 1445هـ
[1] ينظر: إكمال المعلم (5/373).
[2] أخرجه البخاري (6491)- واللفظ له-، ومسلم (131).