الرئيسية/فتاوى/ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وجدت برد أنامله) في حديث اختصام الملأ الأعلى
share

ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (وجدت برد أنامله) في حديث اختصام الملأ الأعلى

السؤال :

أحسن الله إليكم، ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “وجدت برد أنامله” في حديث اختصام الملأ الأعلى، وجزاكم الله خيرًا؟

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث الرؤيا: وجدتُ بردَ أنامله أي: أنامل الرَّحمن، وهو جزء من حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، وقد رواه الإمام أحمد والترمذي، وهو حديث صحيح، قال الترمذي عنه: “هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل (أي: البخاري)، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن صحيح” اهـ[1]. وهذا الحديث يفيد إثبات الأنامل لله، والأنامل هي الأصابع، والأصابعُ ثابتةٌ لله في غير ما حديث؛ كحديث الحَبر[2]، وحديث: إنَّ قلوبَ العبادِ بين أصبعين مِن أصابع الرَّحمن[3]، كما يفيد الحديث المذكور وصف الأنامل بالبرودة، والبرودة أمر محسوس، فيجب إثباتها صفةً للأنامل، ويجب إجراء الحديث على ظاهره دون تأويل، كما هو الشأن في سائر الصفات، على مذهب أهل السنة والجماعة، والله أعلم[4].

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 24 ذي الحجة 1445هـ

 

[1] أخرجه أحمد (22109)، والترمذي (3235) وصححه البخاري والترمذي كما تقدم، وينظر: الصحيحة (‌‌3169).

[2] أخرجه البخاري (4811) -واللفظ له-، ومسلم (2786) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: “جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السموات ‌على ‌إصبع والأرضين ‌على ‌إصبع، والشجر ‌على ‌إصبع، والماء والثرى ‌على ‌إصبع، وسائر الخلائق ‌على ‌إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿‌وَمَا ‌قَدَرُوا ‌اللَّهَ ‌حَقَّ ‌قَدْرِهِ ‌وَالْأَرْضُ ‌جَمِيعًا ‌قَبْضَتُهُ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌وَالسَّمَاوَاتُ ‌مَطْوِيَّاتٌ ‌بِيَمِينِهِ ‌سُبْحَانَهُ ‌وَتَعَالَى ‌عَمَّا ‌يُشْرِكُونَ (٦٧)﴾ [الزمر: 67]”.

[3] أخرجه مسلم (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بنحوه، وأخرجه بهذا اللفظ: ابن أبي عاصم في السنة (224) من حديث عائشة رضي الله عنها.

[4] ينظر: بيان تلبيس الجهمية (7/386-390).