الرئيسية/فتاوى/حكم عبارة إبادة جماعية يا رسول الله

حكم عبارة إبادة جماعية يا رسول الله

السؤال :

كتب أحد المغرِّدين في الشبكة إثر هجوم اليهود على غزة كلمة هذا نصُّها: “إبادة جماعية، يا رسول الله”، فأنكر عليه جماعة، فكتب قائلًا: ليس في قولي: «إبادة جماعية يا رسول الله» شركٌ ولا انحرافٌ، فقولي من قَبِيل التوجُّع لا الاستغاثة، ومثل هذا تتسع له دلالات اللغة مع سلامة نية القائل. ‏وفي صحيح البخاري أن فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- قالت بعد وفاة أبيها ﷺ: «يا أَبَتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أَبَتاه».

الجواب: الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فظاهر هذه العبارة “إبادة جماعية، يا رسول الله” الشِّكايةُ، والشِّكايةُ تتضمَّن طلبَ الغوثِ وطلبَ النصرِ، بقطع النظر عن نيَّة القائل، وإن كان المرادُ التوجُّعَ كما ذكر الكاتب؛ فلِمَ جاءت (يا رسول الله)؟

فلهذا أقول: إن ظاهر العبارة الاستغاثةُ، وأما قول فاطمة –رضي الله عنها-: «يا أَبَتاه، أجاب ربًّا دعاه، يا أَبَتاه»[1]، فهو من باب الاستحضار الذهني، وهو أسلوبٌ عربيٌّ معروفٌ، فلك أن تقول: رضي الله عنك يا أبي، غفر الله لك يا أمِّي، ولم تذكر فاطمة -رضي الله عنها- ما يُشتكى من كرب أو مرض، وإذن فلا دليل لصاحب المقولة في قول فاطمة -رضي الله عنها-، وعلى قياس هذه العبارة المسؤول عنها أنه يجوز عند هذا القائل: إن المسلمين في كربة يا رسول الله، أو مسَّهم الضُّرُّ يا رسول الله، وعلى كلِّ تقدير فينبغي للمسلم تجنُّب الألفاظ المشتبهة الموهمة لمعان لا تجوز في الشريعة؛ حماية لدينه وعرضه، وبهذه المناسبة فوصف فاطمة بـ (الزهراء) لا أصل له في كلام السلف من الصحابة والتابعين، فالأولى ذكرها بنسبتها إلى أبيها: فاطمة بنت محمد، وكفى بهذا شرفًا[2]. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 8ربيع الآخر 1445هـ

 

[1] أخرجه البخاري (4462) من حديث أنس رضي الله عنه.

[2] ينظر: معجم المناهي اللفظية (ص413).