الرئيسية/فتاوى/حكم التعبير عن بعض الأدوية بأنها أدوية إلهية

حكم التعبير عن بعض الأدوية بأنها أدوية إلهية

السؤال :

قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في زاد المعاد)[1]): “فصل وكان علاجه – صلى الله عليه وسلم – للمرض ثلاثة أنواعٍ: أحدها: بالأدوية الطَّبيعيَّة، والثَّاني: بالأدوية الإلهيَّة”.

وسؤالي هو: هل التعبير بالأدوية الإلهية، ومقصوده الأدوية الشرعية، مناسب؟، لأنني لم أجد من عبّر بهذا المصطلح غير ابن القيم، ولم أجد مَن سبقه بهذا التعبير؟

وإذا كان أصله صحيحًا فما موقفنا نحن المسلمون بما أنه موجود عند المسيحيين وغير المسلمين وكذلك الصوفية نفس المصطلح؟

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فأقول في الجواب أولًا: ابن القيم إمام يُقتدى به في اختياراته وعباراته.

ثانيًا: لفظ “إلهية” يساوي في المعنى: شرعية؛ لأنَّ الله هو شارع الشرائع، فالأدوية المستمدة من الكتاب والسنة أدوية شرعية؛ فهي إلهية، وما دلت عليه السنة وحدها نقول: “أدوية نبوية”، و”إلهية”؛ لأنها كانت بتعليم الله نبيه فبلّغها للأمة.

ثالثًا: أما ما ذكرت أنَّ لفظ “إلهية” موجود عند النصارى -لا المسيحيين كما عبرت-، وعند الصوفية؛ ففيه نظر، وأظنهم يعبرون بالروحية، وإن عبروا بالإلهية عما جاء عن الله فهو حق، وموافقتهم في الحق حقٌّ -هدانا الله وإياك وألهمنا الصواب-، والله أعلم.

 

قال ذلك:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في يوم الثلاثاء 20 جمادى الآخرة 1445هـ

 

([1]) [1] زاد المعاد (4/28).