الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فنسأل الله أن يثيبك على اهتمامك بأمر دينك، وهذه الأحوال “أمرٌ كتبه الله على بنات آدم”، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة المخرَّج في الصحيحين[1]، وقد فهمتُ من عرضكِ أنَّكِ اجتهدتِ كثيرًا، إما بالصلاة أو بترك الصلاة، واتقيتِ الله حسبما تستطيعين، والله تعالى يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16]، والذي ظهر لي -والله أعلم- أنه ليس عليك قضاء ما صليتِ فيما تظنين أنه استحاضة، بل هذا هو الأصل: أن المستحاضة تصلي، وليس عليك قضاء ما تركت من الصلاة فيما تظنين أنه حيض، فهذا هو الواجب، وهو ترك الصلاة في حال الحيض، وهذه الحال التي ذكرتِ حالُ اضطرابٍ وترددٍ بين الحيض والاستحاضة ودم النِّفاس، وشريعة الإسلام مبنيَّة على اليسر، ولله الحمد، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185]، وقال تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78]، فلا تلتفتي إلى كل ما سبق، بل استقبلي أمرك في الأيام القادمة، حسبما تقتضيه أحوالك من حيض أو استحاضة. نسأل الله أن يمنَّ عليك باستقرار الأمر، وجريانه على الأحوال الطبيعية، والشؤون العادية. والله أعلم.
أملاء:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 15 ذي الحجة 1444هـ
[1] أخرجه البخاري (294)- واللفظ له-، ومسلم (1211).