الرئيسية/فتاوى/هل تنزيل أشراط الساعة على الواقع خاص بالعلماء فقط

هل تنزيل أشراط الساعة على الواقع خاص بالعلماء فقط

السؤال :

ما ضابط تنزيل أشراط الساعة على الواقع، وهل يكون هذا للعلماء فقط، أم لعامة الناس؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فأشراط الساعة علاماتها[1]؛ أي: علامات قربها قال الله تعالى: فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا [محمد: 18]، والأشراط جمع “شَرَط” بفتح الراء، ويجمع على أشراط كسَبَبٍ وأسباب، وأما “الشَرْط” بسكون الراء فيجمع على شروط[2]، والمراد بأشراط الساعة الأمور التي أخبر بها النبي –صلى الله عليه وسلم- أنها تكون قبل قيام الساعة من الحوادث في الأرض، وفي الناس[3]، ويقسِّم العلماء أشراط الساعة إلى كبرى وصغرى[4]، ويخصون الكبرى بالعلامات العشر التي تكون في آخر الزمان؛كالدابة وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج[5]، وأما أشراط الساعة الصغرى فهي كل ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعده؛ كالفتن والتغيُّرات في أحوال الناس، وأما تطبيق ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- على الواقع فلا بد فيه من أمرين: العلم بالأخبار الواردة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم العلم بالواقع علمًا مطابقًا لما وقع، ثم العالمُ بالتشابه بين الأشياء، والموازنة بينها هو الذي يقدِرُ على تطبيق ما ورد في الأخبار على الواقع؛ فيعلم أن هذا هو ما عناه الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وبهذا يتبين أن الحكم على الواقع بأنه هو المراد من شأن العلماء لا من شأن العامة، والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر ربيع الأول من عام ستة وأربعين وأربعمئة وألف.

[1] ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة (ص410)، والمفردات (ص450).

[2] ينظر: لسان العرب (7/329).

[3] ينظر: المنهاج في شعب الإيمان للحليمي (1/422)، والبعث والنشور (ص76).

[4] ينظر: البعث والنشور للبيهقي (ص100)، ولبعضهم تقسيمات أخرى، ينظر: البداية والنهاية (19/254)، وفتح الباري (11/353)، (13/85)، والإشاعة للبزنجي (ص27).

[5] جاءت مجتمعة في حديث حذيفة بن أَسيد في صحيح مسلم (2901).