الرئيسية/فتاوى/حكم الاشتراك الدوري في تطبيقات توصيل الطلبات ويكون الطلب مفتوحاً

حكم الاشتراك الدوري في تطبيقات توصيل الطلبات ويكون الطلب مفتوحاً

السؤال :

أحسن الله إليكم، ونفعنا بعلومكم سماحة شيخنا، وما قولكم في خدمة تطلقها تطبيقات إلكترونية، تقوم على أساس الشِّراء والتوصيل من المتاجر؛ وهي أن تبذل مبلغًا ماليًّا قليلًا نسبيًّا، بصورة شهرية أو سنوية أو نصف سنوية؛ فتدفع مثلًا مبلغًا قدره (29) تسعة وعشرون ريالًا في الشهر، وفي المقابل يتاح لك التوصيل (عبر هذا التطبيق)، ممَّا شئت من المحالِّ والمتاجر دون تقييد بعدد أو مكان، أما المشتريات فبسعرها وحسابها المعلوم، فما الحكم في هذه المسألة؟ غفر الله لكم ولوالديكم.

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فالعقدُ المذكور عقدُ إجارةٍ وتوكيلٍ؛ فدافعُ المال مستأجرٌ، والشركة الملتزمة بخدمة الشِّراء والتوصيل مستأجَرةٌ، ومِن شروط الإجارة العلمُ بالمنفعةِ المطلوبةِ من الأجير[1]، وفي هذا العقد جهالةٌ لهذه المنفعة؛ فإنَّ المستأجر قد يطلب خدماتٍ كثيرةً، فيكون في ذلك غررٌ يلحق بالشركة الأجير؛ فإنها لا تعلم ما سيطلبه المستأجر؛ فلذلك أقول: إنَّ هذا عقدٌ لا يصحُّ للجهالة بالمنفعةِ المعقودِ عليها، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الغَرر[2]، وعقدُ الإجارةِ نوعٌ من البيع لأنه بيع منفعة[3]؛ فيدخل في عموم الحديث، وقد يلحق الغررُ بالمستأجِر إذا قلَّت حاجاته وطلباته. والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 11 جمادى الآخرة 1446هـ

 

[1] ينظر: المهذَّب (2/245)، والمغني (6/166).

[2] برقم (1513).

[3] ينظر: أنيس الفقهاء (ص96)، والتعريفات الفقهية (ص16).