الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فالذي دلَّ عليه القرآن أن الله جمَع لنبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاةَ والسَّلامَ خبرًا وأمرًا، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56]، وأمَّا غيره من الرسل، فلم يذكر في حقِّهم إلا التَّسليم على جميعهم، كما في قوله تعالى: وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ [الصافات: 181]، وقوله: وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى [النمل: 59]، أو تخصيصًا لبعضهم؛ كنوح وإبراهيم وموسى وهارون وإلياس، كما في سورة الصافات، ولهذا فالأظهر عندي الاقتصار على السلام، فنقول في كلِّ رسول: عليه السلام، وهذا هو الذي عليه العمل، كما ذكر السائل، وإن جمع لهم بين الصلاة والسلام فالأمر واسع. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 7 شعبان 1446 هـ