الرئيسية/فتاوى/أثر الإيمان بالله في سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة

أثر الإيمان بالله في سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة

السؤال :

أحسن الله إليكم، ما أثر الإيمان بالله في سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، وبارك الله فيكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فإن الإيمان بالله أصل سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ فأهل الجنة –جعلنا الله منهم- ما دخلوها إلا بالإيمان بالله،كما قال –صلى الله عليه وسلم-: إنه لن يدخل الجنة إلا نفسٌ مؤمنةٌ[1]، والإيمان بالله يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وإلهيته وبأسماءه وصفاته، ويستلزم الإيمان بملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره؛ لأن ذلك كله مما أخبر الله به وأمر به، ولكن الإيمان بالله لا يتحقق أثره إلا لمن عمل الصالحات، وهي عبادته بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه خالصًا لوجه الله، ويعبَّر عن ذلك بعبادته وحده بما شرع؛ فإن العمل لا يكون صالحًا مقرِّبًا إلى الله مثمرًا للسعادة إلا إذا كان خالصًا لله؛ فإن هذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، والشرط الثاني: أن يكون موافقًا لسنة رسول الله؛ وهذا مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله، فلا بد أن يتحقق مقتضى الشهادتين في كل عمل؛ فما لم يكن خالصًا دخل فيه الشرك، وما لم يكن على السنة دخلت فيه البدعة، ومن صح إيمانه وعمله كان من المفلحين؛ أي: الفائزين؛ كما قال تعالى في المؤمنين المتقين: أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [البقرة: 5]، وقال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل: 97]، والحياة الطيبة هي للمؤمنين المتقين في الدنيا والآخرة، ولهذا قال تعالى: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ [الحشر: 20]، وقال تعالى: إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ [الانفطار: 13]؛ نعيم في الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة[2]، نسأل الله أن يسلك بنا سبيلهم إنه سميع الدعاء.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في يوم الإثنين الخامس والعشرين من شهر شعبان من عام ستة وأربعين وأربعمئة وألف.

 

[1] أخرجه البخاري (3062)، (6528)، مسلم (111)، (221) من حديث أبي هريرة وابن مسعود رضي الله عنهما بلفظ: “مسلمة”. وأخرجه أحمد (594)، والترمذي (3092) من حديث علي رضي الله عنه بلفظ: “مؤمنة”، وصححه الترمذي، والحاكم (4376). وينظر: إرواء الغليل (1101).

[2] ينظر: الجواب الكافي (ص184-185)، (ص282)، ومدارج السالكين (2/39-40).