وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأقول في الجواب: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فهذا العمل خلاف السنة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استسقى يوم الجمعة وهو يخطب[1]، وصلَّى للاستسقاء صلاة مستقلة عن صلاة الجمعة، في غير يوم الجمعة[2]،[3]، وقد قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]، وقال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف: 158][4]، ولا أظن ذلك يثبت عن الإمام الشافعي رحمه الله[5]. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 23 ذي القعدة 1446هـ
[1] أخرجه البخاري (1013)، ومسلم (897) من حديث أنس رضي الله عنه.
[2] أخرجه البخاري (1005)، ومسلم (894) من حديث عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه.
[3] ينظر: المغني (3/348)، وزاد المعاد (1/574).
[4] وقد ترجم البخاري: “باب من اكتفى بصلاة الجمعة في خطبة الاستسقاء” و”باب الاستسقاء في خطبة الجمعة”، قال ابن حجر: “فأشار بذلك إلى أنه إن اتفق وقوع ذلك يوم الجمعة اندرجت خطبة الاستسقاء وصلاتها في الجمعة”، وقال: “وفي هذا الحديث من الفوائد…وإدخال دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة والدعاء به على المنبر… والاجتزاء بصلاة الجمعة عن صلاة الاستسقاء” فتح الباري (2/ 501، 506-507). وينظر: فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الثانية- (7/173).
[5] وقد صرح الشافعي بذلك فقال: ” ولا أحب أن يستسقي في يوم الجمعة إلا على المنبر؛ لأن الجمعة أوجب من الاستسقاء، والاستسقاء يمنع من بَعُد منزله قليلًا من الجمعة أو يشق عليه”. الأم (2/517). وينظر: الأم (2/539)، والمجموع شرح المهذب (5/64).