الرئيسية/فتاوى/حكم إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة

حكم إقامة صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة

السؤال :

فضيلة شيخنا العالم الوالد عبد الرحمن بن ناصر البراك سلمه الله تعالى، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحن أبناؤك في قرية من القرى خارج المملكة العربية السعودية، تأخذ بالمذهب الشافعي، وإمام مسجدنا أحيانًا بعد فراغ صلاة الجمعة وخطبتها، وبعد مضي وقت بعدها -ليس بالطويل ولا القصير- يقوم فيصلي ويخطب للاستسقاء؛ فهل فعله هذا مشروع؟ ننتظر فتواكم وإرشادكم، أحسن الله إليكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأقول في الجواب: الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فهذا العمل خلاف السنة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- استسقى يوم الجمعة وهو يخطب[1]، وصلَّى للاستسقاء صلاة مستقلة عن صلاة الجمعة، في غير يوم الجمعة[2]،[3]، وقد قال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]، وقال تعالى: وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف: 158][4]، ولا أظن ذلك يثبت عن الإمام الشافعي رحمه الله[5]. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 23 ذي القعدة 1446هـ

 

 

[1] أخرجه البخاري (1013)، ومسلم (897) من حديث أنس رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري (1005)، ومسلم (894) من حديث عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه.

[3] ينظر: المغني (3/348)، وزاد المعاد (1/574).

[4] وقد ترجم البخاري: “باب من ‌اكتفى ‌بصلاة ‌الجمعة في خطبة الاستسقاء” و”باب الاستسقاء في خطبة الجمعة”، قال ابن حجر: “فأشار بذلك إلى أنه إن اتفق وقوع ذلك يوم الجمعة اندرجت خطبة الاستسقاء وصلاتها في الجمعة”، وقال: “وفي هذا الحديث من الفوائد…وإدخال دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة والدعاء به على المنبر… والاجتزاء بصلاة الجمعة عن صلاة الاستسقاء” فتح الباري (2/ 501، 506-507). وينظر: فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الثانية- (7/173).

[5] وقد صرح الشافعي بذلك فقال: ” ولا أحب أن يستسقي في يوم الجمعة إلا على المنبر؛ لأن الجمعة أوجب من الاستسقاء، والاستسقاء يمنع من بَعُد منزله قليلًا من الجمعة أو يشق عليه”. الأم (2/517). وينظر: الأم (2/539)، والمجموع شرح المهذب (5/64).