الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فما ذُكر مما يسمى العلاج بخط الزمن، وشَرح طريقته كلامٌ غير مفهوم، فما علاقة استذكار المواقف في الماضي والعلاج؟! والأصل أن العلاج هو طلب الشفاء مِن علَّة، واستذكار الماضي قد يجلب أحزانًا وعللًا نفسية فكيف مع هذا يسمى علاجًا؟! وإذا قَصد من استذكار المواقف في الماضي واستحضارها تلافي هذه الأخطاء في المستقبل حتى لا تتكرر فهو معقول، ويظهر مِن شِرحِ الطريقة أن هذا هو المقصود، وإذا كان الكلام على ظاهره فله أصلٌ في الشرع، وهو محاسبة النفس على المخالفات الشرعية، وأعظم فائدة لذلك: التوبة منها، والحذر من العودة إلى مثلها، وما دامت الطريقة المذكورة متلقَّاة من فِكرِ كافرٍ فمعلوم أنه لا يريد بها هذا المعنى الشرعي، وما دام أن مدار هذه الطريقة على استكشاف الغيب في الماضي والمستقبل الخاص بالإنسان؛ فعقل الكافر وما يتولد عنه من أفكار وطرائق لا بد أن تكون مصطبغةً بآثار الكفر بالله، متضمنة للحيرة والتردد في متاهات الجهل والخيالات[1]، وعليه: فهذه الطريقة المذكورة مرفوضة مطلقًا إلا ما وافق شرع الله، وهو محاسبة النفس كما تقدم، والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في يوم الأربعاء الأول من شهر ذي الحجة من عام ستة وأربعين وأربعمئة وألف.
[1] وهو نموذج من التقنيات المستخدمة في البرمجة اللغوية العصبية. ينظر: حركة العصر الجديد لهيفاء الرشيد (ص449).