الرئيسية/فتاوى/حكم استعمال ماء البخاخ في الوضوء

حكم استعمال ماء البخاخ في الوضوء

السؤال :

ما حكم استعمال ماء البخاخ في الوضوء؟

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فلا يصح ولا يجزئ البخاخ في الوضوء؛ لأنه في الغالب لا يسيل الماء على العضو، ولا يتقاطر[1]، فليس ذلك بغسل[2]، والله تعالى أمر بغسل أعضاء الوضوء: الوجه واليدين والرجلين، فعلى المسلم ألَّا يحمله التخفُّف من بعض المشقة على اللجوء إلى فعل ما لا تصح معه طهارته. إذا عُلم ذلك فليُرتِّبِ المسلم نفسه، ويُعِدَّها للمشقة في سبيل فعل الطهارة بالوضوء الذي أمر الله به: فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة: 6].

وقد استفاضت السنة بصفة وضوئه -صلى الله عليه وسلم-، وفيها أنه كان عليه الصلاة والسلام يغسل وجهه ويديه ورجليه، ولا يكتفي بمسح بعض هذه الأعضاء، وإنما المسح للرأس وحده[3]، وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا توضأ الرجل كما أُمِر ذهب الإثم من سمعه وبصره ويديه ورجليه[4]، ويشهد له ما رواه مسلم[5] عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا توضأ العبد المسلم -أو المؤمن- فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء الحديث، فتوضَّأ أيها المسلم كما أمَر الله، وكما بيَّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- مرةً لما رأى الصحابة مستعجِلين فخفَّفوا في غسل الأعقاب: ويل للأعقاب من النار متفق عليه[6]. والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 5 ذي الحجة 1446ه

 

[1] ينظر: المجموع شرح المهذب (1/251)، (1/467)، وكشاف القناع (1/371).

[2] ينظر: أنيس الفقهاء (ص7)، والتعريفات الفقهية (ص157).

[3] ينظر: السنن الكبير للبيهقي (1/138) وما بعدها.

[4] أخرجه أحمد (17021)، (22275)، (22281)، والطبراني في الكبير (7565)، (7566)، وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (1/95)، والهيثمي في المجمع (1/223)، وينظر: صحيح الترغيب والترهيب للألباني (1/ 194).

[5] برقم (244).

[6] أخرجه البخاري (60)، (165) ومسلم (241)، (242) من حديث عبد الله بن عمرو وأبي هريرة رضي الله عنهم. وأخرجه مسلم (240) من حديث عائشة رضي الله عنها.