الرئيسية/فتاوى/توجيه عبارة ابن تيمية في استثناء الخالق من المخلوق

توجيه عبارة ابن تيمية في استثناء الخالق من المخلوق

السؤال :

جاء في مجموع فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله (1/21) ما هذا نصه: “كل حي بل وكل مخلوق سوى الله هو فقير محتاج إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره”، فأشكلت عليَّ العبارة من جهة استثناء الخالق من المخلوق؟ فما قولكم حفظكم الله.

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فهذه الجملة بهذه الصيغة لا تصح إلا بحذف الاستثناء (سوى الله)، ولعل هذه الكلمة (مخلوق) سَبْقُ قلم من الشيخ رحمه الله، أراد: (موجود) فقال: (مخلوق)، فيجب تصويب العبارة بحذف الاستثناء، أو إبدال (مخلوق) بـ (موجود)، ويحتمل أن الخطأ من النُّسَّاخ[1]؛ فإن الشيخ رحمه الله لا يستعمل هذا التركيب إلا بلفظ (موجود)، كقوله: “إذ كل موجود سوى الله فإنه من العالم”[2]، [3]. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 20 ذي الحجة 1446هـ

 

[1] وهذا هو الأقرب؛ إذ أخَّر الناسخ كتابة (سوى الله) عن موضعها، والمثبت في مخطوطة جامع عنيزة مخطوطة (2-67) الورقة (29 ب) -وهي الرسالة الثانية ضمن مجموع يحوى عدة رسائل والفصول- كالتالي: “‌كل ‌حي سوى الله، ‌بل ‌وكل مخلوق هو فقير…”. وهي كذلك على الصواب في طبعة البصيري (ص30)، وقد اعتمد على مخطوطتين ‌أخريتين. وقد قُرأت هذه الحاشية على شيخنا فأقرها، وقال: “لا نجزم بشيء، ونحن وضعنا احتمالات والاحتمالات واردة”.

[2] التسعينية (1/227).

[3] ينظر أيضًا: منهاج السنة (1/253)، وبيان تلبيس الجهمية (4/168)، ومجموع الفتاوى (2/421).