يا أخي دليلُهم هو دليلٌ له يعني تعبيرات ومقدّمات طويلة، يمكن لا أحسنُ يعني تقرير هذا الدليل بعباراتِهم، لكن دليلهم هو مسألةُ الاستدلال على حدوث الأجسام وعلى وجودِ الصَّانعِ بدليلٍ يسمّونَه دليل الحوادث، ومن عباراتهم أنّهم يقولون “أنّ ما لا يخلو عن الحوادث” قلناه غير مرّةٍ، وكأنّك يعني لعلَّك لم تكن معنا، “ما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث” يستدلون على أنّ الأجسامَ هذه الأجسام مُحدَثة لأنّها لا تخلو عن الحوادث، فالجسم لا يخلو لأنّ الجسم مركّب عندهم من الجواهر، الجواهر المفردة، وهذا مصطلح أيضاً عندهم إلى آخره.
وأنا ذكرتُ إنّ الحوادث الّتي يقولون إنّ الجسم لا يخلو: هي الاجتماع والافتراق والحركة والسكون، على كلام على فلسفةٍ وتفصيلاتٍ عندهم، وقلنا فيما سبقَ إنّه نتجَ عن استدلالهم هذا نفي قيام الأفعال الاختياريّة به، لأنّه لو قامَتْ به الأفعالُ الاختياريّةُ يعني كان الله تعالى عن قولهم محلَّاً للحوادث، فيلزم من ذلك أن لا يكون الله واجب الوجودِ، بل يكون على حدِّ دليلهم يكون مُحدَثاً، فلهذا نفوا قيام الأفعال الاختياريّة به.
ومِن الممكن يعني الشيخ الهرَّاس -رحمه الله- يعني قد انتفع بكتب شيخ الإسلام ولهذا أشاد به وذكر سمعتم ما يقول إنّه لم ينقد هذا الدليل النَّقد المفصَّل مثل شيخ الإسلام ابن تيميَّة، فمِن الممكن أن تستفيدوا من كتابِه المختصر الصَّغير (ابن تيمية السَّلفيّ) نعم، وأظنّه عرض لهذا الدليل ومناقشة ابن تيمية له .
■المباحث والإختيارات
■المختارات