الجواب : سبحان الله ! وعظُ النَّاسِ بآياتِ الوعيدِ، لماذا أُنزِلَتْ؟ أُنزِلَتْ للعِظةِ ؛ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا [طه:113] فكيفَ يُقالُ: "هل يجوزُ تذكيرُ النَّاسِ بآياتِ الوعيدِ؟" نعم، إنَّما أُنزِلَتْ للتَّذكيرِ والإنذارِ والتَّحذيرِ والوعظِ، لكن تُلاحَظُ حالُ الإنسانِ : الَّذي قد بلغَ به الخوفُ مدىً كثيرًا فإذا خُوِّفَ زيادةً أفضى به إلى القنوطِ واليأسِ مِن رحمة الله فإنَّه تُلاحَظُ حالُهُ وتُراعَى حالُهُ، فلكلِّ مقامٍ مقالٌ، فالمسرِفُ على نفسه لا تُذكَرُ له أدلَّةُ الوعدِ والبشارةِ ؛ لأنَّه يتمادى، ومَن غلبَ عليه الرَّجاءُ لا تُذكَرُ له أحاديثُ وأدلَّةُ الوعدِ والرَّجاءِ ؛ لأنَّه يتمادى، فالواعظُ والنَّاصحُ مثلُ الطَّبيبِ يراعي حالَ كلِّ أحدٍ يداويه بِمَا يناسبُه مِن تخويفٍ أو ترغيبٍ، مِن ترغيبٍ أو ترهيبٍ .