الرئيسية/المقالات/وجوب الحذر من التلبيس ولبس الحق بالباطل
sharefile-pdf-ofile-word-o

وجوب الحذر من التلبيس ولبس الحق بالباطل

وجوب الحذر من التّلبيس ولبس الحقّ بالباطل
 
 الحمد لله، أما بعد:
فإنّ مِن أخلاق اليهود التي ذمّهم اللهُ بها في القرآن: لبس الحقّ بالباطل، قال الله تعالى في خطابه لأهل الكتاب اليهود: وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة البقرة:42)
وقال: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة آل عمران:71)
ولبس الحقّ بالباطل: خلطهُ به ليروج الباطلُ ويُقبل، لأنَّ في ذلك تلبيساً على الجهّال ممّن لا بصيرة له ولا فرقان، وقد وقع مِن كثير مِن الكُتّاب والصحفيين مشابهـة اليهود والنصارى في ذلك.

ومِن أسوأ ما نشر في بعض صحفنا المحليّة، مما يتضمّن هذا المسلك التّضليلي: الإعلان الذي يتضمّن دعم ودعوة شركة المملكة الشّابات السّعوديّات، اللاتي يرغبن أن يكنّ "كابتن طيار"، وفق تعاليم شريعتنا الإسلامية الغرّاء: على حدّ قولهم ! وقد تضمّن الإعلان عدداً من المنكرات:
1- نشر صورة المرأة: سافرةً حاسرةً عن رأسها، وهي تصافح مديراً لشركة بحضور والديها، وهذا مشهدٌ منكرٌ باتّفاق أهل العلم.
2- الإشادة بالعمل الذي اختارته "كابتن طيار" ونسبة ذلك الاختيار إلى حُسن تربية والديها، واعتبار ذلك مِن آثار تربيتها تربيةً إسلامية صالحة. 
وفي هذا مِن التّلبيس والافتراء على الإسلام ما لا يخفى على عوام المؤمنين، فضلاً عن العلماء، فهل يدعو الإسلام إلى أن تعمل المرأة "كابتن طيار" مع ما يصاحب هذا العمل مِن تبرّج واختلاط، ومصافحة للرجال، وسفر بغير مُحرم. 

والصّورة في الإعلان شاهدة على أنّ ذكرَ الإسلام زورٌ وتلبيسٌ، هذا مِن الجهة الشّرعية، وأمّا مِن جهة العقل: كيف تُقدّم امرأة مِن طبعها الضّعف وسرعةُ الانهيار عند الأزمات والأخطار؟! كيف تُقدّم على الشّباب الرّجال؟! الذين جعل الله مِن طبعهـم القوّة والشّجاعة، والقدرة على التصرف في المواقف الحرجة، ولأجل ذلك كان عملُ المرأة "كابتن طيار" عملاً شاذّاً، لا يُقدمُ عليه مِن النّساء إلا القليل في حالاتٍ نادرة.
ومِن نماذج التّلبيس في الإعلان: تصديره بآيةٍ وحديث، إشارة إلى شرعيّة عمل المرأة في جميع المجالات التي يعمل فيها الرّجال، وللإمعان في التّلبيس تأتي العبارة المألوفة: "وفقَ تعاليم الشّريعة الإسلاميّة".

وفي الختام: ندعو الجميع إلى التّوبة إلى الله مِن جميع المنكرات والمجاهرة بها، والتّلبيس على النّاس بزخرفة الباطل بإظهاره بصورة الحقّ المشروع.
نسأل الله تعالى التّوفيق للتوبة النّصوح، والعصمة مِن مُضلّات الفتن ما ظهرَ منها وما بطن، إنَّهُ هو التّواب الرحيم، والمنّان بالهداية إلى صراطه المستقيم. وصلّى اللهُ وسلّم على نبيّنا محمّد وآله وصحبه أجمعين.
 

أملاه:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك