(19) الفصل الثالث: معرفة دين الحق الإسلام (كمال دين الإسلام)

القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، اللَّهمَّ ارحم شيخنا والحاضرينَ. قالَ الشيخ عبد الرحمن بن حماد العمر -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الدين الحق":

كمالُ دِينِ الإسلامِ

قالَ اللهُ -تعالى- في القرآنِ العظيمِ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] وقال الله -تعالى-: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا [الإسراء:9] وقالَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- عَن القرآنِ: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ [النحل:89].
وفي الحديثِ الصحيحِ قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تَرَكْتُكُمْ عَلَى الـمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلَّا هَالِكٌ، وقال: تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي كتابَ اللهِ وسُنَّتِي..

القارئ: لكن شيخنا لفظ "سُنَّتِي"، هو في صحيحِ مسلمِ لكن لم يذكرْ "سُنَّتِي".

الشيخ: المهم أنه ورد في رواية، ما أدري عند الحاكم.

القارئ: لا، هو وردَ عند الإمام مالك بلاغًا: (كتابَ اللهِ وسُنة نبيِّه).

[تمام النعمة بالرسالة الخاتمة]

وفي الآياتِ المتقدمةِ: يخبرُ اللهُ -تعالى- في الآيةِ الأولى أنَّهُ أكملَ للمسلمينَ دينَهم: الإسلامُ، فلا نَقْصَ فيهِ أبدًا، ولا يَحتاجُ إلى زيادةٍ أبدًا، فهو صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأُمَّةٍ، ويُخبرُ أنَّه أتمَّ نعمتَهُ على المسلمينَ بهذا الدِّينِ العظيمِ الكاملِ السَّمْحِ، وبرسالةِ خاتَمِ المرسلينَ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وبإظهارِ الإسلامِ، ونَصْرِ أهلِهِ على مَنْ عاداهُم، ويُخبِرُ أنَّهُ رَضِيَ الإسلامَ للناسِ دينًا، فلا يَسْخَطُهُ أبدًا، ولا يقبلُ مِن أحدٍ دينًا سواهُ أبدًا.

[الإسلام منهاج كامل]

وفي الآيةِ الثانيةِ يُخبِرُ اللهُ -تعالى- أنَّ القرآنَ العظيمَ منهاجٌ كاملٌ، فيه البيانُ الحقُّ الشَّافي لأمورِ الدِّينِ والدنيا، فلا خيرَ إلا دلَّ عليهِ، ولا شرَّ إلا حذَّرَ منهُ، وكلُّ مسألةٍ وكلُّ مشكلةٍ قديمةً أو حاضرةً أو مُستقبلةً فإنَّ الحلَّ الصحيحَ العادلَ لها في القرآنِ، وكلُّ حلٍّ لها يُخالِفُ حَلَّ القرآنِ فهو جهلٌ وظلمٌ.
فالعلمُ والعقيدةُ والسياسةُ ونظامُ الحكمِ والقضاءُ وعلمُ النفسِ والاجتماعُ والاقتصادُ ونظامُ العقوباتِ وغيرُ ذلكَ مما يَحتاجُ إليهِ البشرُ، كلُّ ذلكَ قدْ بيَّنَهُ اللهُ في القرآنِ، وعلى لسانِ رسولِهِ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- أكملَ بيانٍ، كما أخبرَ اللهُ -تعالى- بذلكَ في الآيةِ المذكورةِ حيثُ أخبرَ أنَّ: القرآنَ تبيانًا لكلِّ شيءٍ، وفي الفصلِ الآتي بيانٌ مُفصَّلٌ مُوجَزٌ لكمالِ دِينِ الإسلامِ، ولمنهجِهِ الشاملِ الكاملِ القويمِ.

القارئ: ثمَّ قالَ رحمه الله:

الفصلُ الرابعُ...

الشيخ: إلى آخره خلاص، رحمه الله، جزاك الله خيرًا، نعم يا محمد، رحمه الله..

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة