(21) الفصل الرابع: منهاج الإسلام (في المراقبة والواعظ القلبي للمؤمن)

القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهمَّ احفظنا وشيخنا والحاضرينَ. قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ بنُ حمَّادٍ العُمَرِ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الدين الحق":

رابعًا: في المراقبةِ والواعظِ القلبيِّ للإنسانِ المؤمنِ:

جاءتِ الآياتُ في القرآنِ العظيمِ تُبيِّنُ للناسِ أنَّ اللهَ يراهُم أينما كانوا، وأنَّه يعلمُ جميعَ أعمالِهم، ويعلمُ نواياهم، وأنَّه يحصِي عليهِم أعمالَهم وأقوالَهم..

الشيخ: الله أكبر، الله أكبر..

القارئ:

وملائكتُهُ مُلازِمونَ لهم يكتبونَ كلَّ ما يصدرُ منهم في السِّرِ والعلانيةِ، وأنَّ اللهَ سوفَ يحاسبُهُمْ على كلِّ ما يفعلونَ ويقولونَ، وحذَّرَهم عقابَهُ الأليم إذا عصَوهُ في هذهِ الحياةِ وخالفُوا أمرَهُ، فصارَ ذلكَ أكبرَ زاجرٍ للمؤمنينَ باللهِ يمنعُهُمْ مِن الوقوعِ في معاصيهِ، فيَتركونَ الجرائمَ والمخالفاتِ خوفًا مِن اللهِ تعالى.
أمَّا الذي لا يخافُ اللهَ، ويرتكبُ المعاصِي إذا قدرَ عليها فقدْ جعلَ اللهُ لَهُ حدًّا يردعُهُ في هذهِ الحياةِ، وهو أمرُ اللهِ المسلمينَ أنْ يَأمروا بالمعروفِ، وينهَوا عَن المنكرِ، فيشعرُ كلُّ مسلمٍ أنَّهُ مسؤولٌ أمامَ اللهِ عَن كلِّ خطيئةٍ يرى غيرَهُ يفعلُها، حتَّى ينهاهُ عَن فعلِها بلسانِهِ إذا لم يقدرْ على منعِهِ بيدِهِ، وأمَرَ اللهُ وليَ أمرِ المسلمينَ أنْ يقيمَ حدودَ اللهِ على المخالفينَ، وهِيَ عقوباتٌ على قدرِ جرائمِ أصحابِها، بيَّنها اللهُ -تعالى- في القرآنِ، وبيَّنها رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثِهِ، وأمرَ بتطبيقِها على المجرمينَ، وبذا ينتشرُ العدلُ والأمنُ والرخاءُ.

القارئ: ثمَّ قالَ رحمه الله:

خامسًا: في التكافلُ والتعاونُ الاجتماعيُّ..

الشيخ: عنوان؟

القارئ: نعم..

الشيخ: لا إله إلا الله، هذا فصلٌ عظيمٌ، فصل المراقبة، والمراقبةُ هو استشعارُ هذه المعاني التي نبَّهَ إليها الشيخُ وهي علمُ اللهِ واطلاعُهُ ورؤيتُهُ للعبادِ، ولهذا يُقالُ: "لا يَراكَ اللهُ حيثُ نهاكَ، ولا يفقدكَ حيثُ أمركَ"، كن موجودًا حيثما أمرك الله، وكنْ غائبًا حيث نهاكَ الله، وكذلك ما ذكرُ اللهُ مِن الوعدِ والوعيدِ، كلُّ ذلك يُوجِبُ للمؤمنِ الانتهاءَ عن مناهي اللهِ والمسارعةِ إلى ما أمرَ الله به سبحانه وتعالى، وهذا أعظمُ مُعين على فعلِ الطاعاتِ وتركِ المحرمات، فعلُ الواجبات وتركُ المحرمات، فهذا معنًى جديرٌ، ينبغي للمسلم أن يستحضرَهُ ويتذكَّر أنَّ اللهُ يسمعُ كلامَه ويرى مكانَه ويعلمُ ما يخطرُ بقلبِه، ولهذا لَمَّا نزلَ قوله تعالى: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ [البقرة:285] شقَّ ذلك على الصحابةِ وقالوا: أُمِرْنَا بالصلاة والزكاة، أُمرنا بما نطيقُ وهذه الآية لا نطيقُها، لأنَّهُ يخطرُ ببالِ الإنسان أمور لا يستطيعُ دفعَها، ولكن الله قال: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا  [البقرة:285] إلى هنا يا فيصل..

القارئ: فيه [هنالك] بعض الأسئلة..

الشيخ: الله ييسر..

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة