أمَّا تفسيرُ المقامِ المحمودِ بالشَّفاعةِ الكبرى فهذا هوَ الحقُّ وهوَ الَّذي عليهِ جمهورُ المفسِّرينَ، وأمَّا تفسيرُهُ بالإقعادِ فهذا نظرٌ واللهُ أعلمُ، وأهلُ السُّنَّةِ يروونَهُ ويُنكرونَ على مَن أنكرَهُ، ولأنَّ كثيرًا ممَّن ينكرُهُ ينكرُ أصلًا ينكرُ استواءَ اللهِ على عرشِهِ، فهم ينكرونَ مثلَ هذا مِن منطلقِهم ومِن أصلِ مذهبِهم في نفيِ استواءِ اللهِ على عرشِهِ، فمَن أنكرَ تفسيرَ المقامِ المحمودِ بالإقعادِ مِن هذا الأصلِ فهوَ مذمومٌ وهوَ معطِّلٌ، وأمَّا مَن نفاهُ أو أنكرَهُ لعدمِ ثبوتِهِ مرفوعًا عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فلا ضيرَ عليهِ.