يسأل ربه أن يحبب إليه الإيمان ويحبب إليه قيام الليل، يسأل ربه أن يصلح قلبه، وأن يعينه على طاعته، وعليه كذلك أن يستعمل الوسائل والأسباب التي تجعله نشيطًا، أمَّا إذا سهر الإنسان فلا بد إذا قام أن يكون يعني ضعيف العزم، ويهجم عليه النوم بسبب عدم استعداده، ومَن أراد شيئًا لا بد أن يُعد له العدة، وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً [التوبة:46]، فمن أراد أن يقوم الليل فليتخذ الأسباب، أمَّا أن يسهر ويملأ بطنه من الطعام ثم ينام ثم يريد أن يقوم الليل؛ هذا لا يتأتى، يحتاج إلى أن يتخفف من البطنة، ويقلل من السهر بأن ينام مبكرًا، وأن يخفف الطعام، فالسهر والشبع الامتلاء هذه كلها من العوائق.