الرئيسية/فتاوى/حكم رسم آيات قرآنية وجعلها تحَفا لتزيين الجدران
share

حكم رسم آيات قرآنية وجعلها تحَفا لتزيين الجدران

السؤال :

شكر الله وأحسن إليكم، ما حكم اقتباس الآيات التي خوطب بها النبي -صلى الله عليه وسلم-، كقوله تعالى: وَلَسَوْفَ ‌يُعْطِيكَ ‌رَبُّكَ ‌فَتَرْضَى [الضحى: 5]، وما حكم إخراجها كتحفة لتزيين المكان؟ والصورة مرفقة بالسؤال.

الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمد، أما بعد:

فإنَّ المؤمنين متعبَّدون بتعظيم القرآن، بجميع أنواع التَّعظيم: حفظًا وتلاوة وعملًا واستدلالًا، وليس مِن تعظيم القرآن أخذُ بعض آياته، ثم رسمُها على الحيطان، أو رسمُها مجسَّمة وجعلها تحفًا، فمَن يفعل ذلك تعبُّدًا فهو مبتدعٌ، ومَن يفعل ذلك تزيينًا للمكان فهو ممتهنٌ للقرآن، وإن قصد الأمرين جمع بين البدعة والامتهان، ولهذا نقول: إنَّ المسؤول عنه لا يجوز فِعله؛ للمعنى الذي ذكرنا، فعظِّموا القرآن بما شرع الله لكم من التعظيم، وتجنَّبوا ما يستحسنه الجهَّال، مما لا خير فيه؛ فإنَّ ذلك من اتباع الأهواء، وقد نهى الله عن اتِّباع الهوى، [1]  وقد ظهر من معاينة صورة التحفة والرسم عليها؛ أنه ليس مراد السائل بالاقتباس ما هو المعروف عند البلاغيين بهذا المصطلح، [2]  وإنما مراده اقتطاع الآية من موضعها، وهذا يختلف باختلاف الأغراض، وقد يكون للاستدلال والاستشهاد، وقد يكون للغرض المذكور في هذا السؤال، وهو وضعها تحفة للزينة، وتقدَّم بيانُ حكم ذلك. والله أعلم. 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 19 رمضان 1444هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 ينظر: فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين (2/128).
2 وهو أن يُضمّن الكلامُ شيئًا من القرآن أو الحديث، لا على أنه منه. ينظر: عروس الأفراح (2/ 332).