الرئيسية/فتاوى/قول اليهود عزير ابن الله
sharefile-pdf-ofile-word-o

قول اليهود عزير ابن الله

السؤال :

 إلى أيّ شيء تشير (سورة التوبة:30): {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ} نرجو الإفادة بالمصادر العربية.

 الحمد لله، لما أمر اللهُ تعالى بقتال أهل الكتاب مِن اليهود والنّصارى وذلك في قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}(سورة التوبة:29)، ذكر بعد ذلك ما يوجبُ قتالهم: وهو كفرهم بالله وشركهم، ومِن ذلك: تنقصهم لله بنسبة الولد إليه، وهو الأحد الصّمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
فاليهود قالت "عزير ابن الله"، وقالت النّصارى "المسيح ابن الله". و"عزير" رجلٌ صالح مِن بني اسرائيل، معظَّم عند اليهود، قيل مِن أسباب تعظيمه: إنّه حفظ التوراة، فغلت اليهود أو بعضهم فيه، فزعموا أنّه ابن الله، فذمّهم اللهُ لذلك وأخبرهم أنّهم يضاهئون بهذا القول قول المشركين الذين قالوا: الملائكة بنات الله.
وكذلك النّصارى تنقصوا الله حيث قالوا المسيح ابن الله، فشابهوا بذلك اليهود والمشركين. قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّـهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّـهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّـهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}(سورة التوبة:30).
راجع تفسير ابن كثير، الجزء الثاني في تفسير سورة التوبة. وتفسير ابن جرير وتفسير القرطبي، والله أعلم.