الرئيسية/فتاوى/عبارة سبحان من يغير ولا يتغير
file_downloadshare

عبارة سبحان من يغير ولا يتغير

السؤال :

هل هذه العبارة فيها شيء: "سبحانَ مَنْ يُغَيّر ولا يَتَغَيَّر" ؟

هذه كلمةٌ عاميَّةٌ، ولا شك أنَّها إذا صدرَتْ مِن عامِّيٍّ ما.. هو مقصودُه: أنَّ الله -سبحانه وتعالى- هو الـمُتصرِّف في العباد، يغيِّرُ أحوالَهم، أمَّا هو -سبحانه وتعالى- فهو لا تَعْرِضُ له العَوارضُ التي تَعْرِضُ للمَخلوق، فهو حيٌّ لا يموتُ، وقيُّومٌ لا ينامُ، ولا يَضِلُّ ولا ينسى، يعني إذا فُهِمَ بهذا المعنى..
ولكن للمتكلمين والنُّفَاة حولَها شيء، يَنْفُونَ -مثلاً- الغضبَ والرِّضا وبعضَ الأفعال؛ مِن منطلَقِ أنَّ هذا تَغيُّرٌ في ذاتِ الرَّبِّ سبحانه وتعالى، والتغيُّرُ المذمومُ هو ما يَتضمَّنُ النَّقصَ، التَّغيُّرُ إلى نقصٍ، فهذه كلمة مِن العَاميّ، مِن عامَّة المسلمين الموحِّدين العارفينَ بالله، يعني يمكن أمرُها سهل.
أمَّا إذا أريد أنَّ الله يعني لا يَغضبُ ثمَّ يرضى، أو يَرضى ثمَّ يغضبُ، هذا خلافُ ما جاءَ في الدَّليلِ: أنَّ اللهَ تعالى يَرضَى عَن العبدِ ثمَّ قد يَغضبُ عليه، وقد يغضبُ عليهِ و.. ولهذا ذهبَ مَنْ ذهبَ مِن المتكلِّمين أنَّه تعالى لا يغضب ثمَّ يَرضى، بل مَن كانَ أهلاً للغضب فاللهُ لم يَزَلْ غاضبًا عليه، ومَن كانَ مِن أهل الرّضا فاللهُ لم يَزَلْ في القِدَمِ راضيًا عنه، فالكافرُ الكافر الذي عَلِمَ اللهُ أنَّه سيؤمنُ هو مَرضيٌ عليهِ وهو كافرٌ، فاللهُ راضٍ عنه وهو كافرٌ.